Site icon IMLebanon

هل يتمكّن “التيّار” من أكل العنب الرئاسيّ؟

جاء في “الجمهورية”:

إذا كان «التيار الوطني الحر» قد اتكأ على انعقاد جلسة مجلس الوزراء ليشهر سلاح المواجهة الشاملة مع الجبهة الممتدة من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، إلى حركة «امل» ورئيس مجلس النواب نبيه بري، إلى حليفه «حزب الله»، وتجنيد مواقع التواصل الاجتماعي لتصويب غير مسبوق على رأس تفاهم مار مخايل المعقود مع الحزب، فإنّ السؤال الذي يطرح نفسه في موازاة ذلك يتوسّل جواباً حول الأفق الذي ستبلغه هذه المواجهة، وهل يمكن لها أن تعدّل أو تغيّر أو تقلب في الموازين الداخليّة؟ وهل انّ المنحى الإنفعالي سيمكّن التيّار من أن يأكل العنب الرئاسي، ويميل الدفّة الانتخابية لمصلحة شخصية يريدها لرئاسة الجمهورية؟

القراءة البرتقاليّة للمواجهة القائمة، تقاربها بوصفها «معركة وجود» يخوضها «التيار الوطني الحر» مع ما يسمّيها «منظومة التعطيل وخرق الدستور وانتهاك الميثاق وكسر الشراكة»، التي تبدّت بشكل فاضح في «التحالف الرباعي الجديد» الذي يسعى إلى تثبيت وقائع جديدة، متجاوزاً موقع ودور ومكانة رئيس الجمهورية، ورئيس التيار النائب جبران باسيل اكّد أن «لا عودة إلى الوراء، ولن نخضع لهذه المنظومة بأي شكل من الاشكال».

وتؤكّد القراءة البرتقالية، «انّ ما حصل لناحية محاولة تكريس خرق للدستور بإلغاء رئاسة الجمهورية ومصادرة قرارها وصلاحياتها، بعقد جلسات غير دستورية لحكومة غير موجودة، يثبت التيار في الموقع الاول للتصدّي لهذا المنحى مهما كلّف الامر، ومن هنا، فإنّه لا مكان على الإطلاق لمجاملة احد اياً كان، امام الخطيئة التي يمعنون في ارتكابها بحق لبنان. والرسالة التي اطلقها النائب باسيل شديدة الوضوح لناحية ان يتحمّل كل طرف مسؤولياته لأنّه «ما بيمشي الحال هيك».

واللافت في القراءة البرتقالية التصويب المباشر على «حزب الله»، من دون أن تقفل الباب نهائياً امام من سمّتهم «الصّادقين من الشركاء»، ملقية الكرة في ايديهم للمبادرة إلى تصويب الخطأ، بما يجعل من التأزّم الحاصل، فرصة جديدة للإنقاذ بالتفاهم مع الجميع».

وتلفت القراءة البرتقالية «انّ الغاية المعلنة وغير المعلنة لتلك المنظومة، تتلخص بهدف وحيد وهو اختطاف رئاسة الجمهورية، وفرض انتخاب مرشّحهم على البيئة المسيحية، وتبعاً لذلك، فهذا الامر مرفوض، والتيار لا يقبل بهذا المسار المدمّر، كما لا يقبل بمنطق الاستفزاز والابتزاز الذي يُمارس جهاراً على التيار لحمله على تغيير قناعاته ومسلّماته، فهذا منطق عقيم لن يجنوا منه سوى الخيبة، ذلك انّ التيار يشكّل المعبر الإلزامي لانتخاب رئيس الجمهورية، ولن يتمكنوا من تجاوزه او املاء إرادتهم عليه».

وتصل القراءة البرتقالية إلى خلاصة ساخرة من بعض الاصوات التي باتت تعتبر انّ «التيار الوطني الحر» ورئيسه النائب باسيل، لن تقوم لهما قائمة بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، وتقول: «هذا منطق الإلغائيين، يجعلنا اكثر تصلباً وتصميماً وثباتاً مع جمهورنا الواسع، فلن يستطيع احد ان يلوي ذراعنا، او ان «يزحزحنا» عن ثوابتنا وموقعنا كرقم صعب وفاعل في قلب المعادلة السياسية الداخلية».