اعتبر رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل، “أننا خرجنا عن الانتخابات ودخلنا في المنطق التوافقي، أي توافق القوى على الرئيس الجديد وبالتالي طار المفهوم الديمقراطي للانتخابات. المزعج ان السير بالمنطق التوافقي يعني الدخول بمنطق عدم المحاسبة وعدم وجود موالاة ومعارضة وعندها ستضيع المسؤوليات”.
وأوضح في حديث لإذاعة “صوت لبنان”، أن “هذه ليست روحية النظام الديمقراطي، اي وضع الديمقراطية على الرف لإبرام تسوية على الرئاسة والحكومة وكل الملفات، وباتت كل الحياة السياسية تسير بهذا الشكل وهذا يؤمن استمرارية المنظومة وعرّابها حزب الله أي الناخب الأكبر في المجلس مع حلفائه”.
وأردف الجميّل: “أسوأ ما قد يحصل هو التمييع وخوفي من تسوية وحل وسط اي تثبيت الأمر الواقع بالاتيان برئيس مائع لإسكات الناس ثم يصطدم بالواقع السياسي ونكون في حالة موت سريري من جديد ومزيد من الهجرة واليأس في السنوات الست المقبلة”.
ورأى أن “رئيس مجلس النواب نبيه برّي يسير بمنطق التوافق على حساب الديمقراطية فقد فسّر الدستور باستحالة الانتخاب الا بالتوافق بمجرد الاشتراط بنصاب الثلثين في الدورتين وبالتالي العملية الانتخابية لم يعد لها لزوم من هنا اصرينا على تطبيق الدستور بحرفيته”.
كما كشف عن أن “حزب الله يريد رئيسا يسير بمنطق ان سيادة لبنان مشروطة أو محدودة بوجود قوته المسلّحة التي تسلّمت جزءا من هذه السيادة. نحن نعتبر ان السيادة يجب ان تكون مطلقة على عكس ما يعتبرها الرئيس السابق ميشال عون او حزب الله”.
وشدد على أنه “عندما يطالب حزب الله برئيس يحمي المقاومة فمعنى ذلك انه يريد ابقاء الأمر الواقع على مدى 6 سنوات أخرى وهذا ما أرفضه وجزء كبير من اللبنانيين”، معتبرا أن “النزعة التقسيمية عند الشعب اللبناني تكبر وحزب الله هو الذي يخلقها بالفوقية التي يتعاطى بها من خلال تصرفاته وتعطيل الانتخابات”.
وقال الجميل: “ما يحصل في المجلس هو عملية اعلامية لأن الدستور يجبر الرئيس على الدعوة الى الجلسات لكن هذه الجلسات لن تفرز رئيسًا بالشكل الذي يحصل والطريقة الوحيدة للوصول الى نتيجة هي تطبيق الدستور وتطبيق المادة 49 ونصاب الـ65 صوتًا في الدورة الثانية”.
وأضاف: “رأينا كرأي البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي وهو ان المادة 49 من الدستور هي الأساس وهم يعرفون ان التمسك بنصاب الثلثين يعني ان يأتي الرئيس بتوافق الجميع والسير بغياب الموالاة والمعارضة، وهذا ينعكس على تشكيل الحكومة ووصول رئيس بلا لون او طعم”.
وأشار إلى أن “المعارضة مجموعة أفرقاء لديها قاسم مشترك اسمه رفض وضع يد حزب الله على قرار الدولة، تلتقي في أماكن وتفشل في أماكن أخرى، كما ترفض انتهاك الدستور وحتى في هذا الأمر هناك اختلاف في وجهات النظر”.
وتابع: “أدعو ولا ازال أدعو جميع المعارضين أو المستقلين أو التغييريين بالاتفاق على استراتيجية المعركة إنما للأسف ما من جواب فالكل ينجرّ الى لعبة الأسماء ونحن لدينا قناعة ان هذه الانتخابات ليست لعبة أسماء بل معركة أساسية فالأهم هو ما المطلوب من هذا الرئيس؟”.
وجدد التأكيد أنه “سنبذل كل ما بوسعنا ولن نوفر أي وسيلة وأعد اللبنانيين بالتواصل والتنسيق مع كل قوى المعارضة لتوحيد الموقف وربما ننجح وربما نخفق لكنني اعدهم بالمحاولة والقيام بالمستحيل. المطلوب استراتيجية مشتركة في الملف الرئاسي ولنخرج من لعبة الأسماء ونحدّد ماذا نريد من الاستحقاق”.
وردا على موقف نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الاخير، قال رئيس “الكتائب”: “لم نكن في اتفاق الطائف ولم نكن من داعميه إنما الأكيد انه يتحدث عن تجريد الميليشيات من السلاح فليبدأ الشيخ نعيم قاسم بتطبيق هذا البند.
وأكد أنه “عندما نريد ان نحاور لسنا محرجين من إعلان الحوار ولكن لدينا قناعة بسبب آداء وكلام حزب الله انه ليس بوارد البحث بالعمق في المسائل الخلافية من هنا لا صحة للكلام عن حوار بين الكتائب وحزب الله، بل هناك علاقات بقيت اجتماعية بين مسؤولين مع عدد هائل من كل الأحزاب”.
أما عن ترشيح رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، فصرّح: “أحترمه ولا مشكلة شخصية معه إنما موقفه بما يتعلق بحزب الله لا يمكن أن اوافق عليه وان لاقاني الى منتصف الطريق ويطرح مسألة السلاح يصبح الأمر مطروحا إنما اليوم كيف أسير بشخص مناقض لقناعاتي السياسية”.
ولفت الجميّل إلى أن “عون كان من صقور 14 آذار وبعدها أبرم تحالفا مع حزب الله وقام بتحوّل سياسي، ولست مستعدا في السياسة لأن أذهب عند غيري لذلك لا يمكن ان اصوت لشخص لا أتشارك وإياه مبادئ أساسية لقيام الدولة”.