كتب عماد مرمل في “الجمهورية”:
من حين الى آخر، تزجّ «اسرائيل» بمطار رفيق الحريري الدولي في الحرب الدعائية التي تشنّها ضد «حزب الله».. فماذا عن ملابسات الهبوط الجديد لرسائلها التهويلية على مدرجاته، من خلال الادعاء بتهريب السلاح عبره وصولاً الى التهديد باستهدافه؟
روّج بعض الإعلام العبري قبل أيام، بأنّ تل أبيب تشتبه في محاولة لاستخدام المطار من أجل نقل معدات واسلحة إيرانية إلى «حزب الله» بواسطة طائرات مدنية تعود إلى شركة «معراج» الإيرانية التي باشرت اخيراً تسيير رحلات بين طهران وبيروت، وانّ حكومة الاحتلال هدّدت بقصف المطار إذا جرى استعماله لهذا الغرض العسكري.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يروّج فيها الاحتلال بأنّ مطار بيروت او محيطه، يُستعمل من قِبل الحزب لاستخدامات عسكرية، إذ سبق لرئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ان زعم من على منبر الأمم المتحدة، بأنّ لدى الحزب مخازن صواريخ ومصنعاً لتحويل الصواريخ الذكية تحت ملعب العهد وفي محيط الملعب المحاذي لمطار بيروت، ما استدعى آنذاك من وزير الخارجية جبران باسيل تنظيم جولة لعدد كبير من السفراء في المكان، بغية تكذيب المزاعم الإسرائيلية وإثبات عدم صحتها بالعين المجرّدة.
الآن، يضرب الاحتلال مجّدداً على وتر المطار، منطلقاً من تقديرات تفيد بأنّ إيران والحزب سيعتمدانه لتهريب الأسلحة، بعد الاستهداف المتكرّر للقوافل والممرات عبر سوريا.
لكن هذه «الحرب النفسية» التي تشنّها اسرائيل على مطار رفيق الحريري الدولي تبدو عند التدقيق في تفاصيلها هزيلة وخاوية من أي محتوى صلب، وبالتالي فهي لا تعدو كونها زوبعة في فنجان او قنبلة صوتية تندرج في إطار التحريض المستمر على الحزب، كما يستنتج العارفون.
ويؤكّد القريبون من «حزب الله»، أنّ المزاعم الإسرائيلية هي مدعاة للسخرية ولا أساس لها من الصحة. لافتين الى انّ الحزب أتمّ أصلاً نقل الصواريخ الذكية ومستلزماتها بالبر، والمهمة أُنجزت كما سبق أن أكّد السيد حسن نصرالله، على رغم الهجمات الإسرائيلية والمراقبة المستمرة.
ويلفت هؤلاء، إلى انّ المرافق الحدودية للدولة اللبنانية سواء كانت جوية او بحرية، ليست مدرجة ضمن حسابات الحزب، ولا يعتمدها في عمليات نقل الأسلحة التي تتطلب عناية شديدة وخصوصية أمنية، لا يمكن ضمان توافرهما في المرافق العامة، حيث خطر الانكشاف والاختراق.
ويعتبر القريبون من الحزب، انّ احد الأسباب الأساسية التي دفعته اصلاً الى خوض الحرب في سوريا، كان إبقاء خط الإمداد للمقاومة في لبنان سالكاً، وهذا الإنجاز لا يزال ساري المفعول ميدانياً.
ويتساءل هؤلاء: كيف يمكن ان يستعين الحزب بمطار بيروت للحصول على السلاح من إيران، وسط انتشار الأجهزة الأمنية وعيون المخابرات الأميركية في داخله؟ ويتابعون: لم يسبق له ان فعلها وبالتأكيد ليس في هذا الوارد الآن.
ويشير المحيطون بالحزب إلى انّ مقولة انّه يسيطر على المطار ساقطة، مستغربين كيف يكون صاحب النفوذ والسطوة فيه، بينما شركات طيران إيرانية وسورية وروسية وبيلاروسية تُمنع من التزود بالوقود في المطار، لأنّها مدرجة على لائحة العقوبات الأميركية.
ويضيفون: المفارقة التي يجب التوقف عندها هي انّ إيران عرضت منح لبنان هبة فيول مجانية، في حين انّ طائرات مدنية تخصّها ممنوعة من ان تتزود بالوقود في بيروت.