جاء في “الجمهورية”:
«الصورة أكثر من قاتمة»، على ما يقول مصدر سياسي رفيع لـ«الجمهورية»، ويعتبر التعقيد الحاصل في الملف الرئاسي بأنه «صنع في لبنان»، ويقول: لقد دخلنا في قُمقم مقفل و«انحبسنا» فيه، ولا نملك الا الدعاء الى الله لكي يخرجنا منه.
ويستدرك المصدر عينه ويسأل: «كيف يمكن ان يخرج البلد مما هو فيه طالما ان العقل مريض ومعطل»؟ ويقول: «البلد يحصد ما زرعه هذا العقل، وقد بتّ على يقين من ان انتخاب رئيس للجمهورية في هذا الجو هو من سابع المستحيلات، حاولنا ان نطرق باب التوافق والتَشارُك على إنهاء هذه الازمة، فلم يفتحوا هذا الباب، وجلس كل منهم فوق شعاراته وشعبوياته وتفرّغ لمعاركه الجانبية. فليتفضل «المتباكون» ويفسّروا للبنانيين كيف يَتباكون على رئاسة الجمهورية ومكانتها وموقعها ودورها وصلاحياتها، وفي الوقت نفسه يرفضون عن سابق اصرار وتصميم سلوك المسار المؤدي الى انتخاب رئيس؟ هذا بكاء بلا دموع، فإن كانوا يملكون حلا بديلا عن هذا المسار، فليطرحوه بلا تأخير».
وعرضَ المصدر الرفيع المشهد الرئاسي بقَوله: «لا مسلسل الإنتخاب نفع، والفشل يجرّ الفشل منذ ما قبل نهاية ولاية الرئيس السابق ميشال عون، ولا الحوار ممكن، ولا التوافق على رئيس للجمهورية مَقدور عليه، ولا نية لأطراف الصدام والانقسام بالنّزول عن أعمدة المواصفات والصدامات والشعبويات، فكيف يمكن ان تنتظر ان ينتخب رئيس للجمهورية في المدى المنظور؟ أنا اخشى انّ رئاسة الجمهورية باتت امام شهور طويلة من الفراغ».
ورداً على سؤال عما اذا كان فشل الحوار لصياغة توافق في الداخل، بَديله حوار بين اللبنانيين خارج لبنان؟ قال المصدر: ألا يكفينا نشر غسيلنا في الداخل لكي ننشره في الخارج. قد تكون هذه الفكرة تراود أذهان البعض، ولكن قبل كل شيء يجب أن يسأل هؤلاء انفسهم مَن في الخارج مستعد لأن يستقبلنا؟ وقبل ان نحكي عن الحوار ونبحث عمّن سيستقبلنا، مَن في الخارج مستعد او راغب في يعيرنا اهتمامه، ويتفرّغ لأزمتنا ويضعها في سلّم اولوياته، ويصرف اهتمامه عن الازمات الكبرى والاثار المدمرة على المستوى الدولي للحرب العالمية الدائرة في اوكرانيا»؟