كتبت أنديرا مطر في “القبس” الكويتية:
دخل لبنان مبكراً مدار عطلة الأعياد، لتُرحّل الأزمات السياسية، خاصة الاستحقاقَين الرئاسي والحكومي، إلى العام الجديد، في وقت يتواصل الانحدار المعيشي والاجتماعي، ملقياً بضغوط كبيرة على اللبنانيين، الذين باتوا يصارعون من أجل تأمين أبسط مقومات العيش، لا سيما مع استكمال الدولار مساره التصاعدي، ملامساً عتبة الـ 44 ألف ليرة.
وسط هذه المعطيات، برز اهتمام خارجي بإخراج البلاد من عنق الزجاجة، وعكست التسريبات التي أعقبت اجتماعات لمسؤولين دوليين اهتماماً بالشأن اللبناني، لا سيما لجهة الحرص على إنجاز انتخاب رئيس للجمهورية.
وأشارت مصادر لبنانية إلى تقاطع فرنسي – أميركي – سعودي متلازم بملف الرئاسة، ولو من باب المتابعة، فيما أكد مصدر في الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ناقش مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني الملف اللبناني خلال زيارته الدوحة قبل أيام.
وكشف المصدر أن ماكرون سيتطرّق إلى الملف اللبناني في قمة سلطنة عمان الأسبوع المقبل، وسيُعبّر عن تطلّعاته لانتخاب رئيس للجمهورية، وتنفيذ الإصلاحات المتوقعة لمساعدة لبنان في القريب العاجل.
ومع استمرار الفراغ الرئاسي، بحثت لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي مساءلة الذين يقوّضون المؤسسات وسيادة القانون في لبنان، وحثت الإدارة الأميركية على استخدام كل الوسائل، بما فيها العقوبات، لدفع المشرّعين اللبنانيين إلى انتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة، بأسرع ما يمكن.
وتوقعت أوساط سياسية تعديلاً في مواقف «حزب الله» من الانتخابات الرئاسية، مع حلول العام الجديد، يترجم بالخروج من خيار الورقة البيضاء، والاتجاه إلى إعلان اسم مرشحه بوضوح.
وعلى المستوى عمل الحكومة في ظل الفراغ الرئاسي، أبدى رئيسها نجيب ميقاتي حرصه على عقد جلسات في حال دعت الضرورة، وهو ما أقره الوزراء خلال اجتماع تشاوري.