أحيت جوقة جامعة الروح القدس – الكسليك حفلة الميلاد السنوية بقيادة عميد كليّة الموسيقى والفنون المسرحيّة الأب ميلاد طربيه، في حضور عدد من المطارنة، والرئيس العام للرهبانية اللبنانية المارونية والرئيس الأعلى للجامعة الأباتي هادي محفوظ، والآباء المدبرين في الرهبانية، ورئيس الجامعة الأب طلال هاشم، وأعضاء مجلس الجامعة، وجمع من الفعاليات الديبلوماسية والروحية والجامعية والإعلامية والمدنية… في قاعة البابا يوحنا بولس الثاني.
وقد تميّز برنامج الحفلة بألحانه المتنوعة، شاءت الكليّة أن تكون بمثابة صلاة وتسبيح في زمن الميلاد المجيد. فمن السريانيّة إلى العربيّة ومن تناغم الألحان المارونيّة الأصيلة إلى اللاتينيّة وغيرها، سعت الكليّة في هذه الأمسية، من خلال اختيار التراتيل، ومن خلال الأداء المميّز والمعهود لجوقة جامعة الروح القدس – الكسليك إلى ملء القلوب من روح الميلاد ونقلها إلى أجواء الرجاء الصالح والتجدّد، عسى أن يحمل هذا العيد البركة والفرح والأمل إلى الجميع ويمنح الخلاص والسلام لوطننا الغالي لبنان.
استهلت الحفلة بكلمة ترحيبية للأستاذة نسرين الصدّيق اعتبرت فيها أن الطفل الذي نحتفل به هو الجوهر. وقالت: ” يا يسوع وأنت تولد من العذراء، نَم على وسادة البشريّة، وسادة من لحم ودم، من دمعات وابتسامات، من طموحات وخيبات، من انتصارات وانكسارات، من ضحكات وأنّات… دَع أمّك تلدك في قلوب من أحبّوك وما زالوا يحبّونك، دع أمّك تلدك في أَنفس آمنت بك وما زالت، لنقول لك أهلًا بك بيننا، ومثلنا، ونهتف معًا من عمق الأعماق: ولد المسيح، هلّلويا”.
ثم اعتلت الجوقة المسرح فأبهرت الحضور بمجموعة الترانيم التي قدّمتها. وقد اتسمت الأمسية بالطابع الديني، حيث صدحت أصوات المرنّمين الجميلة، مترافقة مع قدرات العازفين المحترفين. هذا وتألقت الدكتورة غادة شبير بأدائها المميز وخامتها الصوتية الجميلة. كما تميّز في الإنشاد المنفرد كل من الأب جوزيف محفوض والأخ بيار دريان، صوتًا وأداء.
وفي الختام ألقى رئيس الجامعة الأب طلال هاشم كلمة رحّب فيها بالحاضرين، موجّهًا تحيّة شكر وتقدير لأعضاء جوقة الجامعة، من طلاب وأساتذة، بقيادة الأب ميلاد طربيه، على العمل الذي قدّموه باحتراف وإبداع، حيث استطاعوا بساعة واحدة امتاع الحاضرين بمجموعة من الترانيم الدينية الراقية، تزاوجت فيها الألحان المختلفة، تسبيحًا لولادة المخلّص.
عن الجوقة
منذ تأسيسها سنة 1950، عملت جوقة جامعة الروح القدس – الكسليك على نشر الموسيقى المقدّسة، وإحياء التراث السريانيّ واللبنانيّ الأصيل الذي يشمل الألحان السريانيّة والمارونيّة والأغاني اللبنانيّة، بالإضافة إلى تقاليد مختلفة شرقيّة وغربيّة.
تعود أهميّة هذه الجوقة، ليس فقط إلى جودة أدائها فحسب، بل إلى دورها الكنسيّ والليتورجيّ في الحفاظ على الموسيقى المقدّسة وعلى الموسيقى اللبنانيّة الأصيلة. فكانت أداة التنفيذ الرئيسيّة للإصلاحات الليتورجيّة والموسيقيّة التي حدثت في جامعة الروح القدس – الكسليك ضمن الكنيسة المارونيّة. في رصيدها المئات من التسجيلات الإذاعيّة والتلفزيونيّة والأسطوانات، وأحيت العديد من الحفلات في لبنان ودول العالم.