Site icon IMLebanon

باسيل يملأ عطلة الأعياد: مبادرته “هدية” أم صندوق فارغ؟

كتب منير الربيع في “المدن”:
يخترق رئيس التيار الوطني الحرّ الجمود القائم، ويملأ “فراغ” عطلة الأعياد بخطوات سياسية متعددة. أعلن الرجل صراحة أنه سيطلق مبادرة سياسية جديدة في الأسبوع الأول من العام 2023. وهو استبق هذه المبادرة بسلسلة لقاءات سياسية عقدها، بعضها تم تسريبه لوسائل الإعلام، وبعضها الآخر بقي طي الكتمان.

لقاءات مع الخصوم والحلفاء
من بين ما جرى تسريبه لقاء باسيل برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، والسعي معه إلى الاتفاق على مرشح توافقي من خارج الصندوق، شارحاً بإسهاب أسباب رفضه لانتخاب سليمان فرنجية أو قائد الجيش جوزيف عون. اتفق في اللقاء على تشكيل لجنة متابعة بين باسيل وتيمور جنبلاط للبحث في الملفات السياسية، ولا سيما رئاسة الجمهورية، بالإضافة إلى ملفات اقتصادية. في السياق ذاته يأتي لقاء باسيل مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، قبل حوالى أسبوع، وبعد التوتر الذي حصل على خلفية عقد جلسة للحكومة.

وحسب ما تقول مصادر متابعة، فإن باسيل يستعد للقاء جديد مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، في إطار بلورة مبادرته أيضاً. كما أنه سيلتقي مع حزب الله مجدداً. لكنه يحاول تجميع القدر الأكبر من المواقف التي قد تسمح له بتليين موقف الحزب، الذي كان قد طالب باسيل سابقاً بضرورة تبني خيار سليمان فرنجية، فيما لا يزال باسيل يعمل على تقديم الأسباب الموجبة لرفض انتخاب رئيس تيار المردة، والبحث عن خيارات أخرى. وهذا موقف أبلغه باسيل لجهات داخلية وخارجية وخصوصاً للفرنسيين. هو الأمر نفسه الذي طرحه رئيس التيار الوطني الحرّ على البطريرك الماروني بشارة الراعي.

البحث عن رئيس حكومة أيضاً
إلى جانب هذه اللقاءات، تشير مصادر متابعة بأن ما لم يتسرب من نشاط باسيل السياسي، هو عقده لقاءات وإجراء اتصالات مع شخصيات سنّية أيضاً، ولا سيما مع عدد من النواب السنّة. خصوصاً وأنه يقول في مجالسه وفي لقاءاته بأنه لا بد أيضاً من الاتفاق على آلية تشكيل السلطة التنفيذية، وبالتالي لا بد من الاتفاق على رئيس للجمهورية ورئيس للحكومة والوزراء والبرنامج، ولذلك هو يعتبر أنه لا بد من استعادة التواصل مع السنّة وتجديد العلاقة مع جزء أساسي منهم. وتفيد المصادر المتابعة، بأن الرجل سبق وأكثر من الأسئلة عن الرئيس سعد الحريري وإمكانية عودته. وهو ما لم يظهر منه شيء. لذلك سعى إلى توسيع مروحة اتصالاته بنواب سنّة، وفي السياق ذاته يأتي لقاؤه مع ميقاتي.

كي لا يربح باسيل
تندرج مبادرة باسيل التي سيطرحها في الأسبوع الأول من السنة الجديدة على ورقة الأولويات الرئاسية، التي سبق وعرضها على غالبية القوى السياسية. وهو يريد إعادة التواصل مع جميع القوى، فيما هناك من يرفضون ذلك لا سيما القوات اللبنانية.

قد تكون مبادرة باسيل بمحاولة استبعاد سليمان فرنجية وقائد الجيش عن السباق الرئاسي مؤاتية للكثيرين. وهي بلا شك ستحرجهم، ولكنهم سيعتبرون أن الموافقة على ما يطرحه الرجل، يعني أنه ربح المعادلة وهو ما لا يريدونه أيضاً. لذلك ثمة من يقلل من إمكانية وصول هذه الحركة إلى نتيجة سريعة ومباشرة.
المنطق الذي يرتكز عليه باسيل في حركته يقوم على قناعة أساسية لديه بأنه لا يمكن لأحد أن يتجاوزه كرئيس لكتلة نيابية كبيرة. والأمر نفسه ينطبق على عدم قدرة حزب الله أو الرئيس نبيه برّي تجاوز سمير جعجع، لا سيما في ظل التقاء الطرفين المسيحيين على رفض انتخاب سليمان فرنجية.