جاء في “الديار”:
عندما زار رئيس التيار الوطني الحر رئيس المجلس النيابي نبيه بري قبل سفره الى فرنسا وقطر، تحدث باسيل عن ضرورة توافق الفريق السياسي العريض الذي يضم الطرفين الى جانب حزب الله وتيار المردة، على الملف الرئاسي، وطرح باسيل يومها لقاءً يجمع الأطراف الأربعة للاتفاق على الرئيس أو على الأقل لبدء الحوار الجدي لأجل الإتفاق على رئيس، يومذاك طلب بري من باسيل طرح الفكرة على حزب الله، وتم الاتفاق على استكمال الحوار فور عودة باسيل من الخارج.
سافر باسيل الى فرنسا، وهاجم رئيس المجلس بقسوة من خلال الفيديو الشهير الذي تم تسريبه له والحديث عن الترويكا ورفضه المطلق لوصول فرنجية الى سدة الرئاسة، ثم غادر الى قطر وهاجم حزب الله، وكأن اللقاء في عين التينة لم يكن، علماً أن الأسباب التي دفعت باسيل الى تغيير رأيه ربما سمعها خلال زيارته الخارجية.
رغم ذلك لم يُقفل بري باب الحوارات ودعا الى حوار جديد يجمع اللبنانيين، فتم رفضه من قبل التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، واستمرت مساعي بري. قبل فترة، خلال عيد الميلاد اتصل بري بالرئيس السابق ميشال عون لمعايدته بالأعياد، وبعدها بأيام قليلة شنّ عون هجوماً على بري خلال مقابلته الأخيرة، الأمر الذي استدعى الرد القاسي من قبل رئيس المجلس، بسبب كل ما ذكرناه أعلاه.
من يعرف باسيل يدرك أن الرجل لا يملك معايير واضحة في العمل السياسي، وهذا ما سمعه رئيس الوطني الحر من رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط خلال اللقاء بينهما، وبحسب مصادر قيادية في فريق 8 آذار فإن باسيل لا يقدّم أي مقاربة واضحة للملف الرئاسي لأنه ينتظر أمراً يبدّل المشهد القائم حالياً، ربما يكون رفع العقوبات الأميركية عنه، وهو ما تكشف المصادر إمكان بتّه بين آذار وأيار المقبلين، وهو ما تساعد فيه قطر، لذلك فإن رئيس الوطني الحر عندما التقى رئيس المردة لم يتطرق الى الملف الرئاسي وكأن الأمر ليس طارئاً، وهو غير مستعجل عليه إطلاقاً.
بالمقابل، تشير المصادر إلى أن الملف الرئاسي «جامد» حالياً، لكنه يمكن أن يتحلحل في أي لحظة من خلال توافر ظروف إقليمية مساعدة، على رأسها حوار إيراني – سعودي، يُوجد الحلّ لمسألة اليمن، قبل الدخول في الملف اللبناني، لأن السعودية لا يمكن، بحسب المصادر، أن تفتح باب الحلول في لبنان قبل الانتهاء من «النزف» اليمني، خاصة بعد الضربة السياسية التي تعرضت لها السعودية في العراق، وكان من نتائجها «تشجيع» السعودية على التحركات الشعبية المناهضة للنظام الإيراني، مشددة على أنه من الخطأ القول ان السعودية فوّضت قطر في الملف اللبناني، وبالتالي ما تقوم به قطر لا يعني السعودية بأي حال من الأحوال.
ترى المصادر أن قمة عمّان الأخيرة فتحت الباب أمام عودة الحوار الإيراني – السعودي، وربما يُعقد لقاء قريب بعد رأس السنة، وعليه يكون من المفترض انتظار ما يمكن أن يصل اليه حوار من هذا النوع، ومدى تأثيره بلبنان والأزمة السياسية فيه.