كتب رمال جوني في “نداء الوطن”:
في زمن البحث عن الدولار كان النحّات أيمن الأسدي يعثر على ليرات من الزمن الجميل، ليرات مخبّأة في جذع شجر اشتراه الأسدي ضمن مجموعة جذوع لينحتها وينفّذ عليها أعماله الفنية، غير أنّ ليرات الكنز تحوّلت قضية شغلت الرأي العام اللبناني الذي استغرب كما أيمن كيف يمكن لمواطن أن يخبّئ أمواله في جذع شجرة.
لم يكن الأسدي ليتوقّع أن يعثر على «دكّة» ليرات «غير شكل» في جذع شجرة كان ينحته ليحوّله حوضاً، الصدمة سيطرت عليه بعدما وجد الأموال المخبّأة داخل جذع الشجرة وقد حوّلها صاحبها قبل عشرات السنين «قجّة».
في محترفه في بلدة طورا جنوب لبنان حيث تنتشر جذوع الشجر في أرجائه، يقف أيمن، لا يهدأ هاتفه عن الرنين، بعض المتّصلين من هواة «الأنتيكا»، يفاوضه للحصول على الكنز المكتشف، كنز يؤكّد أن لا قيمة مالية له «لأن الخمس والعشر ليرات المكتشفة باتت خارج الإستعمال»، لكنّه يؤكد أنّ قيمتها معنوية.
صباح يوم الخميس كان مختلفاً في حياة النحّات الفلسطيني أيمن الأسدي، كان يقطع جذع شجرة يابساً قبل أن تبدأ الليرات القديمة تتساقط منه، لم يصدّق ما رأته عيناه، وقف مذهولاً ليقرّر بعدها توثيق اللحظة التاريخية على صفحته على الـ»تيك توك». وقد نفى معرفته بصاحب جذع الشجرة، فهو أتى به من أحد المشاتل، وبحسبه، فإنّ المشتل اشتراه من مشتل آخر، وبالتالي يصعب تحديد المنطقة الأساس.
لا يعرف أيمن المغزى من الكنز في هذا التوقيت، غير أنّه يجزم أنّه ثمين بقيمته المعنوية، مؤكّداً أنّه سيحتفظ بالليرات ولن يفرّط بها على الإطلاق، لأنها قديمة جداً تعود الى أكثر من خمسة عقود. ولهذا عرض ليراته القديمة في محترفه الذي حجّ إليه الناس لرؤية الكنز، وهو عبارة عن مبالغ من فئة الليرة والخمس ليرات والعشر ليرات، إضافة إلى عملة سورية ورقية أيضاً و»جميعها أصبحت لا تساوي دولاراً أميركياً واحداً».