ترأس راعي أبرشية بعلبك – الهرمل المطران حنا رحمة قداسا لمناسبة الذكرى الـ47 لتهجير أبناء بلدة حوش بردى في قضاء بعلبك – الهرمل، والتي تتزامن مع عيد القديس أنطونيوس الكبير، في كنيسة القديسة تقلا – سد البوشريه على نية جميع أبنائها، نظرا إلى الظروف الصعبة التي حالت وتحول دون تمكن أبناء البلدة من زيارة بلدتهم لإحياء القداديس فيها.
حضر القداس خادم رعية القديسة تقلا الخوري توفيق أبو خليل، خادم رعية مار جرجس حوش بردى الخوري نبيل رحمه، وعدد من أهالي البلدة والمؤمنين.
وتناول الخوري نبيل رحمه في مستهل القداس “ظروف تهجير أبناء حوش بردى العام 1976″، وقال: “في القلب غصة لأنها ما زالت مهجرة لغاية اليوم، وكأنه كُتب على هذا الوطن أن يبقى معلقا على الصليب ويبقى جلادوه يعيثون فيه فسادا ونهبا وإجراما”.
وأسف أنه “بعد 47 عاما من التهجير لم يجد المسؤولون عندنا حلولا لطي هذا الملف وإقفال هذه الصفحة الأليمة، لأنهم ليسوا بمسؤولين بل هم طغمة مجرمة هدفها الأساس نهب ثروات اللبنانيين والمتاجرة بها ولو على حساب أوجاعهم ومآسيهم”.
ثم ألقى المطران رحمة عظة بعد الإنجيل تمحورت حول حياة القديس أنطونيوس الكبير الذي له “مكانته في تاريخ الكنيسة ولا سيما تأثيره الكبير في تأسيس الحياة الرهبانية في مصر، التي منها استمدينا الروحانية المسيحية التي عاشها القديس أنطونيوس في حياته”.
ودعا أبناء البلدة إلى “التشبث بأرضهم لأنها مرتبطة بالهوية والكيان والوجود على الرغم من الغياب الطويل، إلا أن الحنين إلى الضيعة يبقى قائما وفاعلا”.
كما تساءل رحمة: “لماذا لم تتم العودة إلى بلدة حوش بردى بعد 47 عاما من التهجير؟ ما الذي يُعيق هذه العودة؟ مَن لا يريد أن يعود أبناء حوش بردى إلى بلدتهم؟ لماذا الدولة غائبة عن هذا الملف؟ أين هم نواب هذه المنطقة الذين انتخبناهم؟”.
وشدد على “أهمية الحضور المسيحي في منطقة البقاع الشمالي والشهادة ليسوع المسيح”.
وبعد القداس، التقى المطران رحمه في صالون الكنيسة أبناء البلدة حيث عرضوا المشاكل التي تعترضهم، وتداولوا معه “سبل إيجاد الحلول كي تنجلي هذه الغيمة السوداء ونشهد على عودة آمنة لحوش بردى مع قيامة لبنان”.