لا تلوح في الأفق الخارجي أي مؤشرات توحي بالتصدّي المباشر للملف الرئاسي في لبنان، وفق ما استخلص احد كبار السياسيين من جولة خارجية، حيث قال لـ«الجمهورية»: «المشكلة الاساس التي تمنع انتخاب رئيس الجمهورية، صنعها اللبنانيون، بهروبهم إلى الأمام من المسؤولية الأخلاقية والسياسية، في ظلّ ما آلت إليه الأوضاع المزرية في بلد بات عاجزاً حتى عن التسوّل».
واضاف: «أصل المشكلة انّ في طبقة السياسيين من يعانون قُصر النظر، حيث لا يصل نظرهم إلى ما خلف الحدود ليعرفوا كيف يُنظر إلى لبنان من هناك، وأين موقعه في أجندة الاهتمامات والأولويات. وهنا اود ان اصارح اللبنانيين، بأنّني شخصياً حاولت ان أبحث عن لبنان في الإعلام وفي الصحافة الغربية، او أي خبر صغير، او اشارة، فلم أجده. البعض في لبنان يعتقد انّ الخارج صار على حدود لبنان، وآتٍ ليعطينا المن والسلوى، فيما الحقيقة التي يتجاهلها البعض هي انّ لدينا في لبنان جنوناً بلا حدود، وافراطاً في ادعاء الثقة الزائدة بأنّ الخارج رهن اشارة البعض!».
وكشف السياسي المذكور خلاصة لقاءات أجراها مع مسؤولين غربيين، مفادها «بأنّ لبنان خارج نطاق الاولويات، فلا الاميركيون في وارد التدخّل المباشر ولا الاوروبيون قادرون على ذلك، عبر طرح أي مبادرات، فأوروبا مأزومة، أولوياتها دولها وما تعانيه من انحدارات على مستويات اقتصادية وغير اقتصادية في ظلّ الأزمة الاوكرانية».