أجرت “الدولية للمعلومات” في الفترة بين 10-15 تشرين الثاني 2022، 20-22 كانون الأول 2022 ثم 24-25 كانون الثاني 2023، ثلاث استطلاعات عبر الهاتف لرأي عينة ممثلة من اللبنانيين (1,000 شخص) توزعوا بشكل تناسبي على مختلف المناطق والطوائف. وكانت الدولية للمعلومات تعتزم نشر نتائج الإستطلاعين الأوليين، لكن قيام بعض النواب التغييريين بالإعتصام في مجلس النواب استوجب القيام باستطلاع ثالث لقياس مدى تأثير الإعتصام على رأي المستطلعين.
كيف تقيّم آداء النواب التغييريين؟
وصلت نسبة المستطلعين الذين وصفوا آداء النواب التغييريين بالسيئ جداً في استطلاعي أواخر العام 2022 الى 53%، تليهم نسبة 22% وصفته بالمتوسط، 20% بالسيئ، 4% بالجيد و1% فقط بالممتاز.
واختلفت النسب في استطلاع أوائل العام 2023 بعد أن نفّذ البعض من هؤلاء النواب اعتصاماً مفتوحاً في مجلس النواب، فوصف حوالي ثلث المستطلعين (34%) آداء النواب التغييريين بالسيئ جداً، تليهم نسبة 29% وصفته بالمتوسط، 24% بالسيئ، 11% بالجيد و2% بالممتاز (رسم 1).
وفي تفاصيل الاجابات تبعاً للطوائف، تراوحت إجابات المستطلعين الذين وصفوا آداء النواب التغييريين بـ”السيئ جداً” في استطلاعي أواخر 2022 بين 70% لدى الدروز، 60% لدى الشيعة، لتنخفض تدريجياً وتبلغ أدناها لدى الكاثوليك والأرمن (30%). في حين بينت نتائج استطلاع الشهر الحالي تفاوتاً في النسب بين المستطلعين الذين وصفوا آداء النواب التغييريين بالسيئ جداً، فبلغت أعلاها للمستطلعين المسيحيين (46.2% للكاثوليك و40% للموارنة) والشيعة (36.3%) لتنخفض بعدها للمستطلعين السنة (27.4%) والدروز (18.5%).
وعند توزيع الإجابات وفقاً لأعمار المستطلعين، تبين أن النسبة الأعلى من تصنيف آداء النواب التغييريين بالسيئ جداً سجلت لدى المستطلعين الذين تتراوح أعمارهم بين 40-49 عاماً (40%، مقابل 59% في استطلاعي أواخر 2022)، لتتدنى النسب تدريجياً للفئات العمرية الأخرى وتبلغ أدناها لدى المستطلعين بين 21-39 عاماً (30%، مقابل 48% في استطلاعي أواخر 2022). كما أن النسبة الأعلى من تقييم آداء النواب التغييريين بالجيد أو الممتاز في الإستطلاع الحالي سجلت لدى المستطلعين الذين تفوق أعمارهم الخمسون عاماً (13% و3% تباعاً) لتنخفض للمستطلعين في الفئات العمرية الأصغر.
بكلمة واحدة، عبر عن مشاعرك تجاه آداء النواب التغيريين ؟
وطُلب من المستطلعين التعبير عن مشاعرهم تجاه آداء النواب التغييريين، فذكر 57% أنهم يشعرون “بالإحباط” تجاه آداء هؤلاء النواب (مقارنة بـ65% في استطلاعي أواخر 2022)، 28% “بالرضى” مقارنة بـ13% فقط في استطلاعي أواخر 2022، و15% ذكروا شعورهم “بالصدمة” تجاه آداء الفريق المذكور(مقارنة بـ22% في استطلاعي أواخر 2022) (رسم 2).
ولدى توزيع الإجابات وفقاً للطوائف في الإستطلاع الحالي، تبين أن المستطلعين العلويين (75%) والكاثوليك (69%) والشيعة (66%) هم أكثر من عبروا عن شعورهم بالإحباط تجاه آداء النواب التغييريين، لتتدنى النسب تدريجياً للمستطلعين من الطوائف الأخرى فتبلغ 56% للموارنة، 51% للسنة و41% لدى الدروز. وتقاربت نسب الشعور بالرضى تجاه آداء النواب التغييريين بين مختلف الطوائف بمعدل 24-25% باستثناء السنة والدروز والأرمن الذين سجلوا النسبة الأعلى بمعدل 37%.
وسجلت أعلى نسبة شعور “بالإحباط” تجاه آداء النواب التغييريين في الإستطلاع الحالي بين المستطلعين في الفئة العمرية بين 40-49 عاماً (67%)، لتنخفض تدريجياً وتسجل حوالي 55% للمستطلعين الذين تفوق أعمارهم الـ50 عاماً والذين تتراوح أعمارهم بين 21-39 عاماً.
قراءة في نتائج الإستطلاعات الثلاث:
لقد دأب اللبنانيون على التعبير عن سخطهم أو عدم رضاهم عن آداء السياسيين، وذلك بغض النظر عن قيامهم بانتخاب معظمهم. وهذه القاعدة تنطبق أيضاً على “النواب التغييريين”، فتقييم اللبنانيين لآداء السياسسين بشكل عام بالسيئ أو بتعبيرهم عن الإحباط تجاه هذا الآداء انعكس أيضاً على النواب التغييريين. واذ يذكّي اللبنانيون التحركات غير التقليدية لهؤلاء النواب، تبين أن صورة هؤلاء قد تحسنت نسبياً بعد الإعتصام في مجلس النواب وانعكس هذا التحسن بنحو 8 نقاط، غير أنه بالرغم من تحسن وجهة نظر اللبنانيين تجاه “النواب التغييريين” بعد اعتصام البعض منهم، أكثر من نصف اللبنانيين ما زالوا غير راضين عن آدائهم و72% يشعرون تجاه آداء التغييريين بـ”الإحباط” و”الصدمة”. هذا وستقوم الدولية للمعلومات باستطلاعات جديدة في المستقبل لرصد اتجاهات الرأي العام.