كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
إذا كنتم تهدفون إلى التخلّص من الوزن الزائد، فإنكم قد تشعرون بحماسة شديدة لرؤية الأرقام على الميزان تتّجه نحو الأسفل. لكن هل فكّرتم يوماً في أنّ حدوث هذا الأمر بسرعة كبيرة قد يُنغّص فرحتكم ويسبّب لكم انعكاسات سلبية غير مرغوبة؟
إستناداً إلى «National Institutes of Health»، إنّ خسارة 0,45 إلى 0,90 كلغ في الأسبوع هي الوتيرة الأكثر صحّية واستدامة للتخلّص من الوزن الزائد. أمّا بعد مرور بضعة أسابيع على بدء هذه الرحلة، فإنّ فقدان الكيلوغرامات الذي يتخطّى هذه الوتيرة يُعتبر سريعاً جداً. وكشف خبراء التغذية وإنقاص الوزن، المضاعفات الشائعة للتحرّر السريع والعشوائي من الكيلوغرامات المتراكمة:
التعب والدوخة
وفق «Cleveland Clinic»، إنّ عدم الحصول على عناصر غذائية كافية مثل الدهون، والبروتينات، والكربوهيدرات، والفيتامينات، والمعادن، يعرقل قدرة الجسم على العمل بشكلٍ صحيح، ما يؤدي إلى التعب والدوخة. لذلك ينصح الأطباء بعدم حذف أكثر من 500 سعرة حرارية من الحمية يومياً، والتركيز على استهلاك مجموعة متنوّعة من الأطعمة الكاملة.
الغثيان ومشكلات الجهاز الهضمي
يمكن للغثيان أثناء خسارة الوزن أن يحدث لأسباب عديدة. بحسب «Mayo Clinic»، إنّ الدوخة الناتجة من خسارة الوزن السريعة قد تؤدي إلى الغثيان. كما أنّ نقص المغذيات المرتبط بالحميات المتطرّفة جداً يسبّب بدوره انزعاجاً مِعوياً ومشكلات هضمية أخرى كالإمساك. ناهيك عن أنّ الغثيان قد يكون عارضاً لانعكاس سلبي آخر لفقدان الوزن السريع: حصى المرارة.
حصى المرارة
إنّها عبارة عن رواسب صغيرة صلبة من الكولسترول أو البيليروبين تتشكّل في المرارة. عند خسارة الوزن بسرعة، يمكن للكبد أن يفرز مزيداً من الكولسترول، كما أنّ المرارة قد تعجز عن تفريغ نفسها كما يجب. نتيجة ذلك، يرتفع خطر التعرّض لحصوات المرارة التي قد تسبّب مجموعة أعراض تشمل الوجع في المعدة، والغثيان، والتقيؤ، والحمّى.
تساقط الشعر
عند الامتناع عن كمية ملحوظة من السعرات الحرارية أو حذف مجموعات غذائية كاملة من الحمية، يفتقر الجسم إلى العناصر الأساسية لإتمام وظائفه جيداً، ما يؤدي إلى مضاعفات كثيرة بما فيها تساقط الشعر.
فقدان العضلات
لا غِنى عن العضلات لحرق عدد ملحوظ من السعرات الحرارية. عند خسارة الوزن بالوتيرة الموصى بها أسبوعياً، يتمّ التخلّص من الدهون بدلاً من العضلات. لكنّ تخطّي ذلك يعني حتماً فقدان العضلات وقدرتها على حرق الكالوريهات.
تباطؤ الأيض
إنّ خسارة الوزن بسرعة تُبطئ الأيض الذي يميل إلى الاحتفاظ بالطاقة ومنع الجوع الشديد. يعني ذلك أنّه يتمّ حرق الكالوريهات بمعدل أقل. وعند اتباع النظام الغذائي المُعتاد مجدداً، يعجز الأيض عن حرق مجموع السعرات الحرارية، وبالتالي يسهل إعادة اكتساب أي كيلوغرام مفقود.
تدنّي كثافة العظام
رُبطت خسارة الوزن السريعة بانخفاض كثافة المعادن في العظام وسوء صحّتها، وفق بحث نُشر عام 2015 في «Current Opinion in Endocrinology, Diabetes and Obesity».
العجز عن التركيز
من بين الانعكاسات السلبية الأخرى لفقدان الوزن بسرعة هو عدم الحصول على عناصر غذائية كافية للحفاظ على مستويات الطاقة، الأمر الذي يقف عائقاً أمام القدرة على التركيز والتفكير بوضوح.
التخلّي عن الحمية
تُشير خسارة الوزن السريعة إلى حذف عناصر غذائية كثيرة أو اتباع برنامج غذائي متطرّف للغاية. ومهما كان السبب، فإنّ النتيجة واحدة: عدم استدامة الحمية على المدى الطويل. إنّ تقييد مجموع الكالوري بشكلٍ مبالغ يؤدي إلى تغيّرات هورمونية تعزّز الشهيّة، وهي طريقة يستعين بها الجسم لمنع الجوع. وبالتالي، يصعب الالتزام بحمية مقيّدة.