Site icon IMLebanon

مطاعم جديدة في عزّ الأزمة… القطاع السياحي يرفض الاستسلام!

تقرير ماريا خيامي:

من الواضح أن الازمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان أثرت بشكل كبير على كافة القطاعات، خاصة على قطاع المطاعم، الذي تأثر بارتفاع سعر صرف الدولار، حيث يتم دفع كلّ المستلزمات من محروقات ومواد غذائية وغيرها بالدولار، ما دفع بالعديد من أصحاب المطاعم الى البحث عن حلول.

ورغم الوضع المتدهور والتخبط الذي يعيشه الاقتصاد اللبناني يُصر اللبناني على الاستمرار والاستثمار في بلده، حيث تم افتتاح مزيد من المطاعم في فترة الازمة، والسؤال هنا: ماذا وراء افتتاح او إعادة افتتاح المطاعم؟ هل من مؤشر اقتصادي يشجع المستثمرين أم أن المستثمرون في هذا القطاع يخاطرون بخطوتهم هذه؟

يرد على هذا السؤال صاحب سلسلة مطاعم فراس ونوس، ويقول لموقع IMLebanon: “قطاع المطاعم لا يتوقّف عن العمل في لبنان، فالمواطن يريد “فش خلقه” وسط كل هذه الأزمات المحيطة بنا”، مضيفا: “القوي في هذا المجال يكافح للبقاء، والمطاعم اليوم تبغي الصمود وسط هذا التخبط لا جني الأرباح الهائلة، وعندما يتحسن وضع البلد سنكون الأقوى.”

أما عن المعوقات، أوضح ونوس أن الكلفة الأكبر التي تتكبدها المطاعم هي كلفة الكهرباء الباهظة، مشيرا إلى أن الربح تراجع كثيرا في الفترة الأخيرة مسجّلا حوالي 15% في بعض الأحيان.

وعن عدم انتظام سعر الدولار، أشار إلى أن “هناك قسم من الزبائن يدفع بالدولار، ولكن الخسارة أحيانا تكون بسبب من يدفع بالليرة اللبنانية، فسعر الصرف يتغير بين الدقيقة والأخرى، وقد نتكبّد الخسارة بعد أن “يطير” الدولار فجأة”، لافتاً إلى أن رواتب الموظفين “تدولرت” أيضا بعدما باتت فاتورة الزبون بالدولار

وأضاف أن عدد الزبائن لم يتراجع بعد تحليق الدولار الا ان فاتورة الزبائن تراجعت فالبعض يأتي للنرجيلة او لطلب المشروبات فقط.

وفي حين كان اتكال أغلبية المطاعم على المغتربين والأجانب، يؤكد ونوس أن اليوم الاتكال هو على اللبناني المقيم والأسعار في المقاهي مقبولة لتناسب محدودي الدخل.

يعبّر ونوس عن تفاؤله في مستقبل لبنان، ويوضح سبب استمراره واستثماره في المشاريع بلبنان، وقال: “اللبناني يحب الحياة ولن يتوقف رغم كل الازمات التي مرّ بها عن الاستمتاع بوقته في المطاعم والحانات ولبنان سيعود كما كان ولن نقفل مطاعمنا بانتظار الفرج”.

وفي السياق، رأى الخبير الاقتصادي جهاد الحكيّم أن “المطاعم تستهدف ذوي الدخل بالدولار، فالأسعار ما زالت مقبولة بالنسبة لهم، في حين أن المطاعم ترى أن التسكير أو تجميد المشاريع سيكبدهم خسارة كبيرة ولهذا تفضّل الاستمرار ولو بربح ضئيل.”

وحول “الهجمة” على المطاعم وسط تدهور الاوضاع الاقتصادية، يوضح الحكيّم أن “اللبناني فقد الأمل من هذا البلد نوعاً ما، ولم يعد يفكّر بالمستقبل، إذ أصبح يصرف ما في جيبه من دون التفكير في الآتي، ولهذا نرى نسبة كبيرة من الإقبال على المطاعم وأماكن السهر”، مضيفاً أن “هناك قسم من اللبنانيين اعتاد السفر خلال العطل والاعياد، ولكن عندما فقدوا هذه الميزة بسبب تراجع قيمة رواتبهم، انتقلوا إلى صرف أموالهم في لبنان، فباختصار، اللبناني توقّف عن الادخار.”

ويختم: “هناك نتيجة ايجابية لما سبق، وهي أن السياحة الداخلية ازدهرت بشكل كبير، ما شجّع المغتربين على القدوم إلى لبنان خلال العطل، فأماكن الترفيه كثيرة، والمطاعم وأماكن السهر لا تُحصى، كما طوّرت جميع القطاعات نفسها لتجذب العدد الأكبر من الرواد، ما وضع خيارات كبيرة أمام الزبون، لاختيار ما يناسبه.”

لحسن الحظ، يسعى العديد من اللبنانيين الى الاستثمار ببلدهم مخترقين العاصفة الاقتصادية ومتمسّكين بمشاريعهم، فلبنان يتمتع بمميزات ليست موجودة في الدول المجاورة، ولبنان السياحة سيعود، بإذن الله!