لم يكن يعلم الشاعر السوداني الراحل الشهير محجوب شريف، أن كلماته “ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺣﺒﻴﺒﻲ ﻭﺷﺮﻳﺎﻧﻲ ﺃﺩﺍﻧﻲ ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺷﺨﺼﻴﺔ.. ﺍﻻﺳﻢ ﺑﺎﻟﻜﺎﻣﻞ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﻭﺍﻟﺪي.. ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺣﺒﻴﺒﻰ ﻭﺷﺮﻳﺎﻧي”، ستفجّر موجة غضب بين أبناء بلده وجيرانهم المصريين بعد وفاته.
فقد انشغلت الأوساط بين الجارتين خلال الأيام القليلة الماضية، حول أحقية غناء الفنان المصري محمد منير للأغنية السودانية ذائعة الصيت.
وتزامنت هذه البلبلة مع الإعلان عن زيارة مرتقبة لـ”الكينغ” كما يسمى، إلى السودان، حيث تفجر الجدل حول أداء أغنية (الشعب حبيبي وشرياني) الذي رحل عن عالمنا عام 2014.
كما انتشرت أسئلة كثيرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول ما إذا كان منير سيؤدي الأغنية فعلاً، وإذا حصل ذلك فممن أتته الموافقة.
بدوره، استهجن مهند الدابي، المدير العام لمؤسسة نيرفانا الثقافية، الأقاويل حول عدم استئذان منير قبل أداء الأغنية المذكورة.
وقال لـ”العربية.نت”، إنهم استفسروا من أسرة الشاعر محجوب شريف عن تلك الأحاديث، وتأكدوا أن منير تواصل مع محجوب شريف قبل أداء الأغنية، وأن الأخير وافق على الأمر دون أن يتقاضى أجراً عليها، كما ظل يفعل طوال حياته، إذ كان يرفض على الدوام تقاضي أجر على أشعاره أو أغنياته الوطنية والعاطفية.
غير أن شريف اشترط موافقة الفنان عبد اللطيف عبد الغني الملقب بوردي الصغير بوصفه ملحن ومؤدي الأغنية، وبالفعل هذا ما حدث.
فقد جرى التواصل مع وردي الصغير بمقر إقامته بالولايات المتحدة الأميركية ووافق على أداء منير للأغنية.
وكشف الدابي عن أن منير سمع تلك الأغنية أثناء زيارته لبعض أقاربه في مدينة أم درمان واستقرت في ذهنه منذ ذلك الوقت إلى أن قام بأدائها بعد مرور سنوات طويلة.
يشار إلى أن الشاعر السوداني الراحل محجوب شريف الملقب في السودان بـ”شاعر الشعب”، كان قد كتب كلمات تلك الأغنية في 1971، عقب انضمامه للحزب الشيوعي السوداني، المناهض لحكم الرئيس السوداني الأسبق جعفر نميري (1969 – 1985) حيث كان في نصها الأصلي “الحزب حبيبي وشرياني” وتغنى بها وردي الصغير بعد الثورة الشعبية، التي أطاحت بنظام الرئيس نميري.