كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
يميل العديد من الأشخاص إلى الاسترخاء في السرير مساءً وقراءة الكتاب، خصوصاً خلال أيام البرد. ولراحة إضافية، يتمّ غالباً تفضيل البقاء في غرفة شبه مظلمة. لكن هل يمكن للقراءة في الإضاءة المنخفضة جداً إلحاق الضرر بالعينين؟
قال طبيب العيون لويس روجاس، من تكساس، إنّ «القراءة في الإضاءة الخافتة لن تدمّر الرؤية، بحيث أنّ العيون تستطيع التكيّف مع مختلف مستويات الإضاءة، وبإمكانها تعديل نفسها تلقائياً عند بذل جهد إضافي لقراءة كتاب في الإضاءة الخافتة. ومع ذلك، فإنّ هذه العادة قد تسبّب الانزعاج وتتراكم مشكلاتها مع الوقت».
وأضاف: «من المؤكّد أنّه يمكن القراءة في الإضاءة الخافتة، ولكن قد يستدعي ذلك إجهاد العينين. بعد الانتهاء من بضع صفحات، قد تتعرّض العينان للتعب والجفاف، وتصبح الرؤية مشوّشة، ويبدأ الصداع بالظهور».
وشرح د. روجاس، أنّ «العينين تحتاجان إلى ترطيب مستمرّ من أجل حمايتهما من الجفاف والمساعدة في الرؤية بوضوح. يمكن للقراءة المطوّلة في الإضاءة المنخفضة جعل القراءة أكثر صعوبة، وخفض معدل الرمش وبالتالي تحفيز الجفاف. وفي حال مواصلة القراءة والاستمرار في الضغط، فإنّ الآثار ستتفاقم. يتسبّب الظلام في اتساع حدقة العين، ما يجعل الكلمات على الصفحة ساطعة أو مشوّهة. يمكن أن يؤدي ذلك لاحقاً إلى مزيدٍ من التحديق لرؤية الكلمات بطريقة أوضح، وبالتالي إجهاد العينين. وفي حال شدّ الرقبة باتجاه معيّن للاقتراب أكثر من الصفحة وتحسين الرؤية، قد تظهر أيضاً تشنّجات غير مُريحة».
لحُسن الحظّ، إنّ هذه المشكلات لن تضرّ العينين على المدى الطويل. لكن لتقليل الآثار الجانبية قصيرة المدى، نصح د. روجاس بـ»القراءة في ضوء يسطع بما يكفي بدلاً من القيام بذلك في الظلام. فيمكن وضع مصدر الضوء في الخلف وتوجيهه إلى الصفحة. وفي حال التحديق أو إجهاد الرؤية، فهذه علامة على أنّه يجب إعادة تغيير موضع الضوء أو تشغيل مصباح آخر».
إنّ تعديل مستوى سطوع ضوء الغرفة ليس الطريقة الوحيدة للعناية بالعينين. وفي هذا السِياق، أشار د. روجاس إلى أنّ إجهاد العين قد يحدث عند المطالعة أو استخدام الشاشات الالكترونية لفترات طويلة، سواء تمّ الجلوس في الظلام أو لا. لذلك لا بدّ من اتباع التوصيات التالية:
– أخذ فترات راحة متكرّرة: إنّ الطريقة الأولى لمنع إجهاد العين بسيطة جداً. فعند القراءة أو استخدام الكمبيوتر، لا بدّ من النظر إلى شيء آخر كل 20 دقيقة، لمدّة 20 ثانية، وعلى مسافة 20 قدماً.
– وضع حدّ للوقت المخصّص للشاشة والقراءة: بحيث يجب عدم القيام بذلك لساعات متتالية دون انقطاع.
– استخدام الدموع الصناعية: إنّها تساهم في الحفاظ على ترطيب العينين ومنع جفافهما.
– مراجعة طبيب العيون: إنّ تشوّش الرؤية، وحكّة العين، وجفاف العين المُزمن، والحساسية للضوء، وأوجاع الرأس قد تُشير كلها إلى مشكلة كامنة في العين.