كتبت كارولين عاكوم في “الشرق الأوسط”:
تتجه الأنظار إلى ما ستكون عليه نتائج «الخلوة» التي دعا لها البطريرك الماروني بشارة الراعي النواب المسيحيين لـ«الصلاة من أجل لبنان» في 5 نيسان المقبل، بعد اكتمال نصابها مع إعلان حزب «القوات اللبنانية» توجهه للمشاركة على غرار الكتل النيابية المسيحية الأخرى ومعظم النواب المسيحيين، وذلك بعدما كان قد رفض دعوة بكركي السابقة للحوار.
وبينما لم تحمل دعوة الراعي عنواناً سياسياً، بل كانت دعوة لـ«رياضة روحية»؛ يكاد يدرك الجميع أن أزمة انتخاب رئيس الجمهورية ستكون حاضرة بشكل مباشر أو غير مباشر في الخلوة، لا سيما أنها تأتي بعد جولتين قام بهما المطران أنطوان أبو نجم، مكلفاً من الراعي، على القيادات المسيحية؛ إذ تسلّم من الكتل أسماء مرشحين للرئاسة، لكن النتيجة كانت غير إيجابية لجهة التباعد وعدم وجود أسماء مشتركة بين الأفرقاء، وبالتالي صعوبة التوافق.
من هنا، وبينما تعتبر مصادر «القوات» أن الخلوة لن تلامس القضايا السياسية مباشرة، إنما من زوايا لها علاقة بدور المسيحيين وأهمية التواصل فيما بينهم وعدم القطيعة، وبالتالي البحث فقط عن مخارج ممكنة للأزمة؛ يعتبر عميد المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، المقرب من بكركي، أنه لا بد أن تكون السياسة حاضرة في اجتماعات كهذه، واصفاً إياها بالمحاولة الأخيرة للبطريرك الماروني بشارة الراعي للمّ الشمل وحثّ المجتمعين للتشاور والحوار والتوصل إلى نتيجة في الانتخابات الرئاسية.
وتقول مصادر «القوات» لـ«الشرق الأوسط»: «اعترضنا سابقاً على اللقاء الرباعي (الذي كان يفترض أن يجمع القيادات المسيحية)، وشددنا على أن لقاء الـ64 نائباً إذا حصل، لا بد أن يكون وفق آلية معينة تفضي إلى مرشح واحد منعاً لتحميل المسيحيين مسؤولية الفراغ»، وتضيف: «اليوم مع دعوة الخلوة تغيّر الوضع ولم يعد حواراً مسيحياً – مسيحياً، كما أنه ليس له علاقة بالاستحقاقات الدستورية، بل هو لقاء يحمل أبعاداً مرتبطة برسالة لبنان والدور المسيحي والشراكة والتعايش»، معتبرة أنه حتى لو طرح الاستحقاق الرئاسي فستكون المناقشة على ضفافه؛ بمعنى الثوابت وأهمية إنجازه.
لكن في المقابل، ومع تأكيده على أن الاستحقاق الرئاسي سيكون حاضراً في اجتماع الـ64 نائباً مسيحياً، يشدد الخازن على أن البطريرك بشارة الراعي، لن يدخل في الأسماء. ويقول لـ«الشرق الأوسط»: «جولة المطران أبو نجم على القيادات المسيحية التي تركزت على البحث في الملف الرئاسي، لم تصل إلى النتيجة المرجوة، لكن البطريرك الراعي لم يفقد الأمل، وهو سيحاول مجدداً في دعوته النواب المسيحيين لإعادة تصويب المسار وحث الكتل المسيحية، لا سيما الكبرى منها التي لها تأثير في الاستحقاق، للاتفاق». وبينما يلفت الخازن إلى أن المطران أبو نجم حمل 13 اسماً مرشحاً من قبل الكتل النيابية المسيحية التي التقاها، يشير إلى أن المشكلة تكمن في عدم وجود أي أسماء مشتركة فيما بينها، وهو ما عكس صعوبة في مهمته، «من هنا أتت دعوة الراعي إلى حاريصا علّهم النواب يستلهمون من السيدة العذراء، وينجحون في الاتفاق على رئيس الجمهورية».
ويعتبر الخازن أنه قد يتم طرح الأسماء التي جمعها المطران أبو نجم، كما طرح أسماء أخرى، ويقول في رد على سؤال عما إذا كان اتفاق المسيحيين، إذا حصل، سيؤدي إلى اتفاق وطني شامل حول رئيس الجمهورية: «لطالما نادى رئيس البرلمان نبيه بري إلى الحوار والتشاور، ولا سيما لجمع المسيحيين، وبالتالي إذا اتفق هؤلاء سنكون وصلنا إلى مرحلة متقدمة، وستسهّل المهمة التالية».