Site icon IMLebanon

الأفرقاء المسيحيون في بكركي قريبًا: هل يلتفون على مبادرة الراعي؟

كتبت كارول سلوم في “اللواء”:

ما يصيب ملف الإستحقاق الرئاسي يعجز كثيرون عن توصيف الدواء الناجع له، ولعل دخوله اليوم في غيبوبة يصعب الاستفاقة منها أمر طبيعي وذلك بفعل الإخفاق في إنتاج تفاهم حوله وهذا ما يسلم به المعنيون ولم تأتِ مواقفهم الأخيرة الا انعكاساً لهذا التوجه. ويعتقد البعض أنه قد ينقضي شهر رمضان المبارك ويبقى الملف على حاله بإستثناء إمكانية حضوره كضيف على مآدب المعنيين في الشهر الفضيل.

خارجياً لم ينتهِ الملف بعد وفي الأصل ظلت الأحاطة به متفاوتة بين فترة وأخرى، أي إما أن يشكل مادة أساسية للبحث أو يتم تأجيل النقاش المعمق به، والمؤكد انه ما يزال يحتاج الى جلسات وجلسات من البحث، فالمعطيات الواردة أظهرت عدم انفتاح على انتخاب شخصية من قوى الثامن من آذار تحت أي ذريعة أو وفق مبدأ التسوية الضرورية.وهذه المعطيات نفسها لم تشر إلى إمكانية دعم مرشح من المعارضة، وبالتالي لا حماسة آنية لانتخاب رئيس جديد والنقطة العالقة لا تزال مرتبطة بالمواصفات،وهذا يعني أن لا فكرة واضحة عن انتقال الملف إلى ضفة جديدة عنوانها أولوية الحسم.

طويت صفحة اللقاء الفرنسي السعودي وغاب الاتفاق على لقاء ثانٍ بعدما اتسم بتباعد الرؤى واختلافها بشكل جوهري واصطدام التوجهات الرئاسية، وتردد معلومات عن لقاء خماسي فرنسي أميركي سعودي قطري مصري يجري التداول به، لكن التطورات الخارجية قد تفرض تبدلا في المخطط علما ان مشاورات قامت لتحديد جدول أعماله، لكن هناك انطباعا أن الانتخابات الرئاسية اضحت في خبر كان.وقد قالها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله صراحة عندما أشار إلى بطء في الملف، وإن القرار داخلي بالدرجة الأولى.من اين تأتي المساعي الداخلية إذاً؟ هل يتبلور الحل في بكركي التي تستضيف النواب المسيحيين في رياضة روحية الشهر المقبل؟ ما يرشح من اجواء يفيد أن امام النواب فرصة لكسر الجليد أولا وأخيرا قبل مبادرة طرح الإقتراحات وإمكانية جوجلة أسماء مناسبة أو تحظى بتوافق الجميع.

وتقول مصادر سياسية مطلعة لصحيفة اللواء أنه ما لم تكن هناك نية من المشاركين بإحراز تقدم قبيل أن يحط الملف في مجلس النواب مجددا في جلسة انتخابية، فإن مبادرة بكركي ستبقى شكلية فقط، وتعتبر ان ما يحكى عن التداول بأسماء مرشحة وضعتها بكركي في متناول ايدي النواب ليست محاولة لفرض خيار معين، انما لتسهيل المهمة أمام الكتل النيابية وإيجاد مساحة مشتركة بعيدا عن الشروط ، معتبرة أن بكركي لن تتدخل في قناعات النواب وأن هناك هامشا كبيرا لهم في إعلان توجهاتهم.

وترى هذه المصادر أن عملية جس النبض التي انطلقت من فترة خلصت إلى التأكيد أن الأفرقاء المسيحيين ليسوا على الموجة نفسها، وأن ثمة تحفظات لدى البعض، الا أن إصرار بكركي على الرياضة الروحية من شأنه ان يبدل المشهد المتحفظ بعد إزالة عوائق التواصل وتؤكد أن السؤال الأول المطروح من البطريرك الماروني مار بشارة الراعي موجه إلى المشاركين ويتصل ما إذا كان هناك فعلا من يريد انقاذ البلاد والعباد.

وتلفت الى ان المناخ الذي يسود لقاء الصلاة قد يحتم العجلة في التقدم بالمبادرة، أو قد يعطي جوابا لسيد الصرح لمواصلة مساعيه أو التراجع عنها، على أنه من المبكر الحديث عن أي خطوة قبل موعد الرياضة الروحية التى لن تقفل الملف،وتعلن ان لا فيتو لدى بكركي على الأسماء المتداولة،وهناك أسماء أخرى ترى أنها تتحلى بمواصفات رئيس الجمهورية خصوصا في عملية الإنقاذ،ولن يتوانى البطريرك الراعي في حض الأفرقاء على وضع الخلافات جانبا ومنع الانهيار الذي لن يستثني أحدا متى وقع ، مشيرة إلى أن لا نتائج فورية من اللقاء الروحي لكنه بداية طريق متى يظهر التجاوب المنشود.

من تعقيد إلى آخر ينتقل ملف الإستحقاق الرئاسي الذي لا يزال امامه أشواط من النقاشات المحلية والخارجية قبل أن تتلاقى المواقف على صيغة واحدة بشأن الرئيس العتيد ومهمته المستقبلية التي تحددها الظروف بكل تأكيد.