جاء في “الجمهورية”:
إنّ التطورات التي تسارعت في الايام الاخيرة وما رافقها من صراخ وتوترات على أكثر من خط داخلي سياسي وطائفي، قاصرة عن مجاراة او اللحاق بالتطورات والحراكات المكثفة، والخطى الخارجية المتسارعة اكثر من أي وقت مضى على الخط الرئاسي ويبدو انها سبقت الداخل، وقرّبت الملف الرئاسي اكثر من دائرة الحسم النهائي وانتخاب رئيس للجمهورية.
واذا كانت بعض القراءات السياسية قد قرأت في الصخب السياسي الذي ساد في الايام الاخيرة وتفاعل على حلبة تقديم او تأخير الساعة، صراخاً مفتعلاً، وغضباً كبيراً يخفي خوفاً أكبر من امور تجري في الخفاء بين الفرنسيين والسعوديين وبمباركة الاميركيين، قد تفرض وقائع رئاسية مغايرة لكل المنطق السيادي، فإنّ الاحاديث داخل الغرف الديبلوماسية متقاطعة جميعها على «ان ما يجري من مشاورات حول لبنان، وخصوصا بين الفرنسيين والسعوديين، ليس بالامر الشكلي، بل هو حراك في منتهى الجدية، لا يعبّر فقط عن موقف فرنسا والسعودية، بل هو محصّن ايضاً برغبة كلّ الدول الصديقة للبنان، في اعادة انتظام مؤسساته وسلطاته السياسية والدستورية، بما يؤسّس لإنعاشه اقتصاديا وماليا».
ووفقاً لما يقال في الغرف الديبلوماسية فإنّ «اصدقاء لبنان قد وضعوا ثقلهم بزخم اكبر هذه المرة، لمساعدة لبنان على إنجاز انتخاباته الرئاسية وتشكيل حكومة، وعلى ما بات واضحاً ربطاً بذلك، فإنّ فرصة انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان باتت ممكنة اكثر من السابق، وينبغي في هذا السياق ان يتمعّن اللبنانيّون بعمق في «الرسالة» التي يبعث بها الاتصال الاخير بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان. إضافة الى رصد الحراكات المرتبطة بالمستجدات الاخيرة في المنطقة، لا سيما ما يتعلق بالاتفاق السعودي الايراني».