كتبت كارولين عاكوم في “الشرق الأوسط”:
شهدت جلسة للجان المشتركة في البرلمان اللبناني أمس سجالاً حاداً وصل إلى حد الحديث عن «المس بالمقدسات»، في مواجهة حصلت بين رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» النائب سامي الجميل والمعاون السياسي لرئيس المجلس النيابي نبيه بري، النائب والوزير السابق علي حسن خليل.
وكاد السجال أن يتطوَّر إلى أزمة جديدة في البلاد، غير أنَّ الرئيس بري اتَّصل لاحقاً بالنائب الجميل، لتدارك تداعيات ما حصل، تلاه اتصال اعتذار من النائب علي حسن خليل.
وأشارت معلومات إلى أنَّ سبب السجال مرتبط بالانتخابات البلدية وكيفية تمويلها، إضافة إلى معارضة عقد جلسات تشريعية في ظل الشغور في موقع رئاسة الجمهورية. ووصل السجال إلى حد الكلام الطائفي، بينما سمع صراخ النواب وأصواتهم إلى خارج القاعة، بحسب المعلومات.
وأكَّد الجميل، بعد انتهاء الجلسة، أنَّ ما جرى «خطير ولا يجوز أن يمرّ»، بينما لفت بيان صادر عن «الكتائب» إلى «وقوع نقاش حاد بين الجميل والنائب علي حسن خليل بسبب استخدام خليل تعابير لا أخلاقية ولا ترتقي إلى مستوى التخاطب بين النواب».
وأوضحت مصادر في «الكتائب» لـ«الشرق الأوسط» أنَّه خلال مناقشة موضوع تمويل الانتخابات البلدية، طرح النائب الجميّل خيارات عدة دون الحاجة إلى انعقاد جلسة تشريعية لمجلس النواب، التي يعتبر أنها غير دستورية بحكم الشغور الرئاسي.
وتشير المصادر إلى أنه عندها تدخل النائب علي حسن خليل، مشيراً إلى أن أحد رؤساء الأحزاب يطرح خياراً مخالفاً للدستور، ليتدخل عندها النائب الجميل، ويرد عليه بالقول: «أستغرب كيف أنَّ حضرة الزميل يعطينا أمثولة في كيفية احترام الدستور والقوانين والقضاء»، فانفعل النائب خليل وردّ عليه قائلاً: «أنت مجرم ابن مجرم، ومن عائلة مجرمة»، لتعود بعدها وتعم الفوضى ويعلو صراخ النواب والمواجهة فيما بينهم.
وكشف الجميل أنَّ ما حصل «مسّ بالمقدسات»، لكنَّه رفض الإفصاح عن التفاصيل، ووضعها في عهدة رئيس البرلمان ودعاه للاستماع إلى تسجيل الجلسة. وقال: «إذا أفصحتُ عمّا حصل سأكون مساهماً بفتنة يريد البعض جرّ البلد إليها».