IMLebanon

الإنتخابات الرئاسية “في الأسر”!

جاء في جريدة “الأنباء” الالكترونية:

لا رجاء ولا أمل بغد أفضل يأتي من أهل الحل والربط في لبنان، وحده الرجاء بأن ينير الله قلوب المسؤولين ليكونوا أمام مسؤولياتهم، هو الباب المتاح أمام اللبنانيين. ولعلّ رمزية الشموع التي حملها الأطفال في الشعنينة تمثل رسالة منهم أيضا بما أوصى به السيد المسيح المؤمنين بأن يكون النور في داخلهم، فيما كانت رسالة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في قداس المناسبة رسالة واضحة بقوله إن “السياسي الحقيقي خادم. وعندما لا يكون خادما فهو سياسي سيئ، بل ليس سياسيا، لأن السياسة فن شريف لخدمة الخير العام (…) وليعلم السياسيون وعلى رأسهم نواب الأمة أن ضامن السياسة الصالحة هو انتخاب رئيس للجمهورية يحمل هذه المواصفات لتنتظم معه المؤسسات الدستورية”. كلام الراعي يلتقي مع المساعي التي ينفك يواظب عليها رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في الداخل والخارج لفك أسر انتخابات رئاسة الجمهورية، وفتح طاقة أمل في الجدران المقفلة.

وقبل أيام على استضافة بكركي ليوم صلاة للنواب المسيحيين ليس ما يوحي بأي تقارب حول النظرة إلى الاستحقاق، ولا تقديم أي تنازلات، وبالأخص عند التكتلين المسيحيين الكبيرين، “لبنان القوي” و”الجمهورية القوية”، بحسب مصادر سياسية التي توقعت في اتصال مع الأنباء الإلكترونية، ألا تخرج صلاة النواب المسيحيين في حريصا التي دعا إليها الراعي بأي جديد باستثناء استمرار تعطيل هذا الاستحقاق.

في المقابل، اعتبرت مصادر بنشعي عبر الأنباء الإلكترونية أن دعوة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من قبل المسؤولين الفرنسيين وإجراء محادثات معه هي “بحد ذاتها إعلان ترشيح وأكثر. فالأمور في هذه الحالة لا تقتصر على الشكليات في ظل الأزمة القائمة. ومجرد دعوة فرنجية للذهاب إلى باريس له دلالات مهمة، ويبقى السؤال لماذا لم توجه الدعوة لغيره من المرشحين؟ وهذا يعني أن فرنجية يجري التعامل معه من قبل المسؤولين الفرنسيين باعتباره مشروع حل، وينظر إليه من هذه الزاوية التي على أساسها قد تتم التسوية وليس من بوابة التنافس مع أحد”، على حد قول المصادر.

في هذا السياق أشار النائب السابق علي درويش في حديث لجريدة الأنباء الإلكترونية إلى أن “ملف رئاسة الجمهورية اصبح على نار حامية. ولو لم يكن ثمة جديد في الأمر لما تم استدعاء فرنجية الى فرنسا لاجراء محادثات مع مساعد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لشؤون الشرق الأوسط باتريك دوريل”. ومن حيث المضمون رأى درويش أن “هناك خلفيات سياسية بدأت تتكشف، خاصة وأن الأمور أخذت منحى أكثر حماوة من قبل”، معتبرا ان لبنان “أصبح في الفلك الإقليمي المباشر. فهناك اعتبارات خارجية لا تقاس الا ببوصلة دقيقة جدا”، متوقعا ان “نشهد في الايام المقبلة مشهديات تقرب الوصول لشخصية مقبولة يتم الاتفاق عليها لانتخابها رئيسا للجمهورية”، لكنه استدرك وقال إن لا شيء محسوماً بعد، وأن فرنجية من بين الشخصيات التي تحظى بالقبول، لافتاً إلى “إشكالية لدى الافرقاء الآخرين تتمحور حول إيجاد مرشح ينافس فرنجية ويحصل على اصوات من الفريقين. ولن يكون بالطبع النائب ميشال معوض لأنه لم يستطع الوصول إلى المنافسة”، بحسب رأي درويش.

وسط كل ذلك تبقى الصور القاتمة مهيمنة على كل المشهد العام في البلد، وفي طليعة من يدفع ضريبة كل ذلك الفئات المهمشة من المواطنين وأولهم موظفو القطاع العام والمؤسسات العسكرية والأمنية وكل القطاعات الرسمية، وكل تحركاتهم تعبر بصدق عن وجعهم المعيشي المدقع.