طوّر العلماء تقنية جديدة يمكن أن تساعد على تشخيص مرض باركنسون قبل ظهور العوارض، وتسرّع البحث عن علاج.
ويصعب تشخيص الباركنسون لأنه لا يوجد في الوقت الحالي اختبار محدد لهذه الحالة. وتتنوع العوارض والعديد من الأمراض الأخرى لها عوارض متشابهة، ما يعني أنه يمكن في كثير من الأحيان تشخيص الحالة بشكل خاطئ.
وقد توصل علماء أميركيون إلى طريقة لتحديد تراكم البروتينات غير الطبيعية المرتبطة بالمرض قبل فترة طويلة من ظهور العوارض.
وأكد البحث أن الطريقة المعروفة باسم مقايسة تضخيم بذور ألفا سينوكلين (alphaSyn-SAA)، يمكنها تحديد الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالمرض بدقة. ويمكن أن تمهد النتائج الطريق للكشف المبكر عن مرض باركنسون وتشخيصه وعلاجه.
وتضمنت الدراسة 1123 مشاركا، ما يجعلها واحدة من أكبر الدراسات حتى الآن لتقييم فائدة تقنية alphaSyn-SAA.
وضمت المجموعة الأفراد الذين تم تشخيصهم بمرض باركنسون، وأولئك المعرضين للخطر مع المتغيرات الجينية GBA وLRRK2 المرتبطة بالحالة، والأفراد الذين تظهر عليهم البوادر، أولئك الذين يظهرون عوارض غير حركية مبكرة مثل اضطراب النوم أو فقدان حاسة الشم.
كما تضمنت التقنية أخذ عينات من السائل المحيط بالمخ والحبل الشوكي من كل مشارك في الدراسة ثم تحليل العينة في المختبر للبحث عن ألفا سينوكلين.
ويقوم الاختبار بتضخيم كميات صغيرة جدا من هذه البروتينات، السمة المرضية لمرض باركنسون، لدرجة أنه يمكن اكتشافها باستخدام تقنيات معملية قياسية.
وأكدت الدراسة أن هذه التقنية لا يمكنها فقط الكشف بدقة عن المصابين بمرض باركنسون، ولكنها لفتت أيضا إلى أنها قد تكون قادرة على تحديد الأفراد المعرضين للخطر وأولئك الذين يعانون من عوارض مبكرة غير حركية قبل تشخيصهم.
يشار إلى أنه على الصعيد العالمي، تضاعف انتشار هذه الحالة في السنوات الخمس والعشرين الماضية، مع إصابة ما يصل إلى 10 ملايين شخص بالمرض.
وينتج مرض باركنسون عن تراكم بروتينات غير طبيعية تُعرف باسم ألفا سينوكلين (alphaSyn أو alpha-synuclein) في جميع أنحاء الدماغ والجهاز العصبي. ويُعتقد أن هذا التراكم يحدث قبل سنوات من ظهور العوارض الجسدية مثل الرعاش أو بطء الحركة أو تصلب العضلات.