كتبت سينتيا عوادفي “الجمهورية”:
رغم أنّ سُمعة الوجبات السريعة سيّئة جداً لاحتوائها على نسبة عالية من الدهون المشبّعة، والصوديوم، والسكّر، إلّا أنّ العديد من الأشخاص يعتمدون عليها يومياً بسبب ضيق الوقت وضغوط العمل. فما أبرز المخاطر الصحّية لهذا السلوك الغذائي؟
إنّ تناول الوجبات السريعة بانتظام يُعرّض الإنسان لمخاطر صحّية عديدة إذا كان نظامه الغذائي العام لا يتضمّن ما يكفي من الخضار، والفاكهة، واللحوم غير الدهنية، والحبوب الكاملة، والدهون الجيّدة.
سلّطت اختصاصية التغذية راشيل غارغانو، من الولايات المتحدة، الضوء على أبرز الآثار الصحّية لاستهلاك الـ«Fast Food» يومياً:
– تهديد القلب: بما أنّ غالبية الوجبات السريعة تحتوي على كميات أعلى من الصوديوم والدهون المشبّعة، إنّ تناولها يومياً يؤثر سلباً في صحّة القلب، خصوصاً عندما يتعلّق الأمر بالأطعمة المقلية. وجدت الأبحاث الأخيرة أنّ الحصول على الوجبات السريعة ولو لمرّة واحدة أسبوعياً قد يرفع خطر أمراض القلب. فمع الجرعات الهائلة من الصوديوم، والدهون المشبّعة والمهدرجة، فإنها لن تعزّز احتمال التعرّض لارتفاع ضغط الدم فحسب، إنما تسبب أيضاً تلفاً وانسداداً في الشرايين يمكن أن يؤديا إلى أمراض القلب والأوعية الدموية. وفق جمعية القلب الأميركية، إنّ وجود صوديوم إضافي في مجرى الدم يزيد من حجم الدم داخل الأوعية الدموية، الأمر الذي يرفع ضغط الدم. يعني ذلك أنّ القلب يجب أن يعمل بجدّ أكبر لضخّ الدم في كل أنحاء الجسم. لخفض كمية الصوديوم من الغذاء، يُنصح باختيار الوجبات السريعة المشوية بدل المقلية، واختيار الحصص الأصغر، وطلب الصلصة جنباً بدلاً من الحصول على السَلطة الجاهزة.
– تحفيز الإصابة بالسكّري: رغم أنّ صلصات كثيرة في مطاعم الوجبات السريعة تحتوي على السكّر المضاف، تُعتبر الصودا والمشروبات الحلوة الأخرى من أكبر مصادر السكّر، جنباً إلى الحلويات. عند الحرص على مراقبة مستويات السكّر في الدم، لا بدّ من اختيار المياه فقط والاستمتاع بالحلوى باعتدال. توصّلت دراسة نُشرت عام 2012 في «Circulation» إلى أنّ الأشخاص الذين استهلكوا الوجبات السريعة مرّتين في الأسبوع أو أكثر، ارتفع لديهم خطر الإصابة بالسكّري النوع 2 بنسبة 27 في المئة.
تهدف الشركات المصنّعة إلى جعل الوجبات السريعة سهلة الأكل، من خلال خفض الحاجة للمضغ، وتقليل الألياف، وزيادة الدهون. إنّ الأكل بوتيرة أسرع يعني استهلاك كميات أكبر، خصوصاً الكربوهيدرات البسيطة التي تتفكّك سريعاً وترفع مستويات الإنسولين وسكّر الدم. ورُبطت الحميات الغنيّة بالسكّر المُضاف بتحفيز التعرّض لأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكّري النوع 2، وأيضاً زيادة الوزن.
– التسبّب باضطرابات الأمعاء: تفتقر الوجبات السريعة غالباً إلى الألياف، باستثناء إذا تمّ الحرص على تناولها مع سَلطة الخضار. إنّ الألياف غير مهمّة فقط لحركة أمعاء منتظمة، إنما تساعد أيضاً في توفير الشبع لوقت أطول لأنّها توازن مستويات السكّر في الدم. إنّها ضرورية للحفاظ على ازدهار البكتيريا الجيّدة، وقد تساهم أيضاً في منع نمو البكتيريا المسبِّبة للأمراض. يُنصح بالحدّ من الصلصات الـ«Creamy» والأطعمة المقلية، لأنّ كثرة المأكولات الغنيّة بالدهون المشبّعة تؤثر سلباً في صحّة الأمعاء. بحسب دراسة نُشرت عام 2021 في «Diabetes Care»، إنّ المشاركين الذين استهلكوا اللحوم المقلية 4 مرّات في الأسبوع لديهم تنوّع بكتيري أقلّ في الأمعاء مقارنةً بالذين لم يتناولوا هذا النوع من الطعام. بالإضافة إلى ذلك، تُعدّ المقالي صعبة الهضم، الأمر الذي ينعكس سلباً على النوم، خصوصاً عند تناولها في وقت متأخّر من الليل.