أكّد رئيس اللجنة الاستشارية للتلقيح في لبنان الدكتور برنارد جرباقة أن الحصبة ليست جائحة، موضحاً أنها تنتشر مع تدني نسبة التحصين وخاصة لدى الأطفال، في المجتمعات المكتظة جدًا التي تفتقد إلى وسائل الصرف الصحي والبيئة النظيفة التي تسمح بالتباعد بين الناس، وحيث تتواجد الأعداد الكبيرة للأطفال الذين يساهمون بنشر المرض بين الصغار والكبار”.
ولفت جرباقة في حديث لـ”صوت لبنان” إلى أن زيادة الأعداد تحصل من وقت لآخر في لبنان، مشيرا إلى أن مركز الترصّد في لبنان يسمح بالتدخل المبكر، موضحًا أن لبنان سجل إحدى النجاحات في التدخّل المبكر واللامركزية في العمل بعد رصد الكوليرا.
وكشف أن هناك زيادة لبعض حالات الحصبة في بعض البؤر كمناطق اللجوء السوري في شمال لبنان، مؤكداً أن وزارة الصحة اللبنانية منكبة مع اللجان العلمية المختصة لمواجهة هذه الزيادة.
وأكد أن أخذ لقاح الحصبة يحمي بنسبة مرتفعة تصل إلى 85%، وأن العدد الكبير للملقحين يشكّل مناعة مجتمعية تساهم في حماية باقي المجتمع، لافتا إلى أن أحد أهم عوامل المواجهة هو زيادة نسبة التحصين عند الأطفال وأن اللقاح متوفر على مساحة لبنان، مشيراً إلى أن التلقيح يغطي الأطفال من عمر 9 اشهر ومن عمر 6 أشهر في الأماكن الأكثر تعرضًا لانتشار العدوى بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف.
وقال إن مركز الترصد ووزير الصحة سيقومون بنشر أرقام الإصابات بالحصبة المحكّمة على الموقع الإلكتروني للوزارة، مؤكّدًا أن المعلومات حتى الآن كافية للتدخل، مشدداً على ضرورة تدارك أي زيادة قبل أن تصيب عددًا أكبر من الناس.
واعتبر أن الاجتماعات المتواصلة حول موضوع الحصبة تشكّل عاملًا ميدانيًا في الترصد المبكر وزيادة التحصين، ولتوعية الناس على طريقة الانتشار ومخاطرها والتركيز على الشرائح المستهدفة والشرائح التي تحمل مخاطر أكبر جراء الإصابة بالحصبة، وعلى أهمية التدخل المبكر لمعالجة هذه الحالات ومضاعفاتها وزيادة نسبة التحصين.
وأوضح دكتور جرباقة أن الحصبة تنتقل بالرذاذ التنفسي من خلال السعال والعطس، من فم وأنف الطفل المصاب، لافتاً إلى التركيز على ارتفاع الحرارة والرشح واحمرار العينين والطفرة كعلامات للإصابة بالحصبة، مؤكّدًا أن فترة العدوى تسبق ظهور الطفرة والحرارة بعدة ايام.
ووجّه جرباقة رسالة للأهل والعاملين الصحيين إلى التوعية والتذكير بضرورة التلقيح للوقاية والحماية من المرض، شارحًا أن هناك 3 لقاحات قبل عمر السنتين وبرنامج خاص للعمر الأكبر الذين تأخروا عن أخذ اللقاح في وقته، منبهًا أن لقاح الحصبة من اللقاحات الإلزامية الأساسية والضرورية، مشيراً إلى دور البلديات ورجال الدين في التوعية للحض على التوجّه لأخذ اللقاح لخطورة هذا المرض.
وأكّد جرباقة أن منظمات الأمم المتحدة تشارك وزارة الصحة في هذا المجهود لجهة التلقيح في مخيمات اللاجئين.
وفي الختام، شدد جرباقة على أن الحصبة فيروس ولا علاج لها وهي سريعة الانتشار وتصيب الأطفال الصغار، ولها مضاعفات لدى من يعانون من نقص المناعة، منبهاً من أنها قد تؤدي الى الموت بمضاعفاتها على الدماغ والرئة والالتهابات الجرثومية، وبالتالي تقع الحصبة من ضمن أولويات برامج التحصين، مؤكداً أن القلق واجب من دون الحاجة إلى الرعب، وأن الحماية تكون بالتلقيح كردة فعل سريعة وإيجابية.