كتبت مرلين وهبة في “الجمهورية”:
يكشف مصدر ديبلوماسي فرنسي لـ»الجمهورية»، أنّ فرنسا بدأت الاهتمام بالملف الرئاسي اللبناني عقب انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون، وقد طُرِحَت عليها اسماء شخصيات عدة استعلمت عنها وطرحتها جدّياً في الداخل والخارج «لأنّ الدولة الفرنسية قابلة للتواصل والتفاوض مع جميع الفرقاء لإيجاد الحل».
وضمن هذا التواصل، طرحت اسماء عدة. ولذلك، يضيف المصدر، «توجّهت شخصيات عدة إلى باريس مثل جبران باسيل وسليمان فرنجية وسامي الجميل وغيرهم». وكشف انّ هناك اسماء اخرى ستتوجّه ايضاً قريباً الى العاصمة الفرنسية، «وذلك بحكم العلاقة الجيدة والطبيعية بين هذه الشخصيات وبين فرنسا على مستوى قصر الاليزيه وعلى مستوى الدولة الفرنسية ككل، وهذه العلاقة مستمرة مع القيادات السياسية المسيحية، ليس فقط من اجل الرئاسة بل من اجل مناصب اخرى مهمّة ايضاً».
«لن يكون هناك اسماء «مجهولة او مفاجئة»، بحسب المصدر الديبلوماسي الفرنسي الذي لفت انّ «اسم الرئيس سيكون من ضمن البيئة اللبنانية المعروفة وليس غريباً عنها، اي هو لن ينزل بالـ «parachute»، كما انّ العمل الديبلوماسي يفترض احترام سيادة البلاد. لذلك لن يخرج الاسم من العاصمة الفرنسية بل من العاصمة اللبنانية، ولن يكون غريباً عنها، وعلى الدول الخارجية بعد ذلك دعمه او اتخاذ مواقفها منه، انما بالطبع ليس على حساب مصالحها الاقتصادية كما يعتقد البعض، بل وفق مصالح لبنان».
فهدف فرنسا، بحسب المصدر نفسه، «هو تطبيق برنامج اصلاحي ضمن «اتفاق الطائف» والتعاون مع صندوق النقد الدولي».
أما بالنسبة إلى مصالح فرنسا الاقتصادية، فإنّ المصدر الفرنسي الديبلوماسي يقرُّ بها وبواقع الامر، موضحاً انّه «لا يُخفى على احد انّ هناك شركات فرنسية تستثمر في لبنان، وهي بذلك تأخذ على عاتقها مخاطرة كبيرة من خلال استثمارها في المنطقة. ونحن هنا لا نتكلم فقط عن شركة CMA CGM فهي لا تعمل فقط في مرفأي بيروت وطرابلس بل انّ الشركة نفسها قد أنشأت مرفقاً في البقاع يؤمّن توظيف 500 مواطن في المنطقة من خلال توضيب مواد غذائية وانتاج محصول زراعي للتصدير، اي انّ فرنسا تساهم بذلك مباشرة في تنمية الاقتصاد اللبناني من خلال شركاتها».
السوق اللبنانية والتحرك الفرنسي!
ويختم المصدر الفرنسي حديثه بالتوصيف الآتي: «بالنسبة إلى شركة «توتال» الفرنسية التي تحصد ارباحاً طائلة تصل سنوياً الى 40 مليار يورو، ومقارنة مع هذا الرقم ومع احترامنا للسوق اللبنانية، فهو ليس بالوزن الكافي الذي يستدعي من فرنسا تحرّكًا عالميًا للاستحواذ عليه. لكننا في المقابل لا نخفي انّ هناك شغفًا لدى هذه الشركات، اي الـ CMA CGM للاستثمار في لبنان بمعزل عن الإرادة الفرنسية لأنّ المدير العام لشركة CMA CGM السيد رودولف سعادة هو من اصل لبناني ولديه نيات شخصية بحكم اصوله اللبنانية للاستثمار في وطنه الام… وفي المناسبة فإنّ شركاته عاملة في لبنان وللبنان منذ مدة طويلة، ولا تنتظر القرار الرسمي الفرنسي».