IMLebanon

حراك رئاسي مكثف… والتسوية خلال أسابيع

جاء في “الجمهورية”:

كشفت معلومات “الجمهورية” عن حراك مكثف مرتبط بالملف الرئاسي، على اكثر من مستوى دولي واقليمي، بدءًا بالحضور الفرنسي الذي تؤكّد مصادر واسعة الاطلاع، أنّه سيتحرك بزخم اكبر في الآتي من الأيام، مرورًا بما تردّد عن تزخيم للحركة القطرية في اتجاه لبنان خلال الايام المقبلة، وصولًا الى الحراك السعودي المرتقب مع عودة السفير وليد البخاري الى بيروت.

ولا ينعزل عن ذلك الحضور الايراني الذي يتجلّى بزيارة وزير الخارجية الإيرانية حسين امير عبداللهيان.

وإذا كانت زيارة عبداللهيان الى بيروت قد اثارت الشكوك حولها من قِبل خصوم ايران في لبنان، وأُحيطت بتساؤلات حول ما دفع اليها في هذا التوقيت بالذات، وكذلك حول اهدافها، الّا انّ مصادر سياسية أوضحت في حديث لـ«الجمهورية» أن «زيارة عبداللهيان الى بيروت ليست معزولة عن التطورات الايجابية التي شهدتها المنطقة، ولا سيما الاتفاق السعودي- الايراني، الذي يجمع كل المعنيين بهذا الاتفاق انّ ايجابياته ستلفح لبنان إن عاجلاً او آجلاً».

ولفتت المصادر، الى انّ «هذه الزيارة مقرونة ببرنامج لقاءات مكثف يشمل رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب والامين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله، اضافة إلى لقاء موسّع في السفارة الايرانية مع عدد من السياسيين والنواب».

وإذ قاربت المصادر السياسية زيارة عبداللهيان إلى بيروت بوصفها «عاملاً مساعدًا للمساعي الرامية إلى انضاج تسوية رئاسية، اكّدت مصادر مطلعة على الموقف الايراني لـ»الجمهورية»، انّ «ايران تدعم التواصل بين اللبنانيين، للاتفاق في ما بينهم على ما يحقق مصلحة لبنان، وتبعًا لذلك، فإنّ الاولوية الايرانية هي عدم التدخّل المباشر في الملف الرئاسي اللبناني، باعتباره شأنًا يعني اللبنانيين، وهي بالتالي تدعم اي جهد يقود إلى حل الأزمة في لبنان وانتخاب رئيس للجمهورية».

وردًا على سؤال عمّا اذا كانت ايران منسجمة مع موقف «حزب الله» الداعم لوصول رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، اكّدت المصادر انّه سبق لطهران ان حدّدت موقفها من الملف اللبناني بأنّها حريصة على لبنان واستقراره، وترغب في ان ترى اللبنانيين وقد تمكنوا من تضييق الفجوة القائمة بين الاطراف اللبنانيين بما يعجّل في انتخاب رئيس للجمهورية واعادة بناء السلطة التنفيذية المعطّلة في هذا البلد. وبالتالي وبمعزل عمّا اذا كانت طهران منسجمة مع موقف حليفها المباشر «حزب الله» ام لا، الّا انّها لا تتدخّل ولن تتدخّل في الملف الرئاسي اللبناني، ولن تكون في موقع الضاغط لتغليب موقف الحزب في أي ملف، وخصوصًا في انتخابات رئاسة الجمهورية.

وردًا على سؤال آخر، حول الغاية الحقيقية من زيارة عبداللهيان إلى بيروت في هذا التوقيت، قالت المصادر: «الزيارة في جوهرها تأتي ضمن جولة في المنطقة، وليست محصورة بلبنان اساسًا، وشمولها لبنان قد ينطوي على محاولة شرح أبعاد التحولات التي شهدتها المنطقة، ولاسيما منها التطور الايجابي المتسارع على الخط الايراني- السعودي، والتأكيد للبنانيين وطمأنتهم بأنّ ايجابيات هذا التطور لن يكون لبنان بمنأى عنها».

إلى ذلك، أعلنت مصادر ديبلوماسية من العاصمة الفرنسية في حديث لـ«الجمهورية» أن «باريس تخوض معركة انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان على وجه السرعة، لأنّ في ذلك مصلحة اكيدة للبنان وفرصة لإعادة تكوين الحياة السياسية في هذا البلد، وفتح الطرقات الملائمة امام إخراجه من ازمته الاقتصادية والمالية الصعبة».

وأضافت: «باريس اكّدت لزوارها اللبنانيين (اللقاءات التي عقدها مستشار الرئاسة الفرنسية باتريك دوريل، والتي قد تتواصل وتتوسع في الفترة المقبلة) انّ الجهد الذي تقوم به باريس، ليس منعزلًا عن الاجتماع الخماسي الذي اكّد على الحاجة الملحّة للبنان لانتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة تباشر مهمتها في اخراجه من أزمته المالية والاقتصادية المعقّدة».

وعن الموقف الفرنسي الداعم لوصول فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، أشارت المصادر إلى أنّ «باريس اكّدت صراحة لأصدقائها الدوليين، كما للسياسيين اللبنانيين، على ما تعتبره مصلحة للبنان، وهذه فرصة ترى باريس انّه لا يجب تفويتها».

وردًا على سؤال عمّا إذا كان ثمة تباين في الموقف بين باريس وبعض دول الاجتماع الخماسي، أفادت المصادر بما معناه «بأنّ باريس لا تغرّد وحدها في الفضاء اللبناني، كما لا تغرّد خارج سرب الاجتماع الخماسي. ثم انّه لو كان ثمة تباين في الرأي حول الملف الرئاسي اللبناني، فهل يمكن لباريس ان تتحرّك وحدها بمعزل عن اطراف الاجتماع؟».

وعن اتهام باريس بأنّها تساير «حزب الله»، وانّها تتعامل مع لبنان بمنطق الصفقة والاستثمار، سواء في البلوكات البحرية او غيرها، قالت المصادر الديبلوماسية: «هذا منطق ساذج. والمؤسف انّ بعض السياسيين في لبنان يرفضون الركون إلى لغة العقل، ويتعامون عن الصورة الخطيرة لوضع بلدهم والذي شبّهه وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان قبل سنوات بأنّه يشبه غرق سفينة «التايتانيك»، ولكن من دون موسيقى». وتابعت: «انّ تاريخ العلاقة الفرنسية مع لبنان، يؤكّد انّ باريس لا تساير ولا تراعي سوى مصلحة لبنان، ومن هنا جهدها الذي لن يتوقف حتى بلوغ التسوية الرئاسية في لبنان».

وفي السياق، جزم مرجع سياسي بأنّ الملف الرئاسي على النار، وكشف في حديث لـ»الجمهورية»، عن أن «ثمة «تطورات مهمّة» دخلت على المسار الرئاسي، ولا سيما منها الموقف الفرنسي، وثمة مؤشرات تشي بأنّ انتخابات رئاسة الجمهورية دخلت مرحلة العدّ التنازلي لإتمامها في المدى المنظور، وفق تسوية يجري انضاجها على نار هادئة، وقد لا يستغرق اكتمال انضاجها بضعة اسابيع».