IMLebanon

وسيلة بسيطة قد تُخلّصكم من الصداع!

كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:

عندما تشعرون بالصداع، فإنكم تبحثون عن أي طريقة لتوفير راحة فورية. وفي الواقع، يبدو أنّ هناك وسيلة بسيطة جداً يمكن أن تقضي على أوجاع رأسكم، على الأقل إذا كنتم تشكون من الصداع الناتج من الجفاف: شرب كمية كافية من المياه!

رغم أنّه ليس مصطلحاً طبياً، إلّا أنّ صداع الجفاف شائع جداً، ويقول الأطباء إنّ العديد من مرضاهم يعانون منه.
أوضح الاختصاصي في علاج الألم الطبيب مدحت مايكل، من الولايات المتحدة، أنّ «صداع الجفاف عبارة عن ألم في الرأس يحدث عند عدم شرب جرعة كافية من السوائل. ولسوء الحظّ، حتى الجفاف الخفيف يمكن أن يسبّب الصداع».

وتابع: «عند الإصابة بالجفاف، يميل الدماغ إلى الانقباض أو الانكماش داخل الجمجمة. يشكّل هذا الأمر ضغطاً كبيراً على الأعصاب القحفيّة والسحايا، وهي البطانة التي تغطّي الدماغ، ما يؤدي إلى الصداع».
ولفت د. مايكل إلى أنّ «أعراض صداع الجفاف تختلف من شخص إلى آخر. ولكن من الشائع أن يؤدي الجفاف إلى صداع التوتر مصحوباً بألم منخفض المستوى. وفي بعض الأحيان، يمكن أن يحفّز التعرّض لأوجاع رأس أكثر حدّة مثل الصداع النصفي. وعادةً ما يكون هذا الصدع ألماً كاملاً في الرأس، ما يعني أنّ الشخص لا يشعر بوجع في جزء واحد فقط. كما أنّه قد يستمرّ ويدوم لساعات».
وشرح قائلاً: «يحدث الجفاف بشكل أساسي نتيجة عدم شرب كمية جيّدة وكافية من السوائل، أو خسارة نسبة سوائل أكثر من تلك التي يتمّ استهلاكها. ووفق «U.S. National Library of Medicine»، هناك أسباب كثيرة للجفاف لعلّ أكثرها شيوعاً الاسهال، والتقيؤ، والتعرّق المفرط، وكثرة التبوّل، والحمّى، وعدم شرب كمية كافية من المياه».
وللوقاية من صداع الجفاف، أوصى د. مايكل بـ«زيادة نسبة السوائل المستهلكة. وفي حين أنّ احتياجات الترطيب تختلف من شخص إلى آخر، لكن يُنصح عموماً بالحصول على نحو 15.5 كوباً (3.7 لتر) للرجال، و11.5 كوباً (2.7 لتر) للنساء في اليوم، علماً أنّ هذه الجرعة تشمل السوائل التي يتمّ استمدادها من الطعام والشراب».
غير أنّه حذّر من أنّ «بعض الأدوية قد يؤثر أيضاً في احتياجات الترطيب، مثل مُدرّات البول التي تدفع إلى التبوّل أكثر من المُعتاد. وبالتالي فإنّ عدم تعويض ذلك وتجاهل شرب المزيد من المياه يساهم حتماً في تحفيز أوجاع الرأس. كذلك يجب الانتباه جيداً للسوائل المستهلكة خلال التمارين وبعدها، تفادياً لصداع الجفاف. إنّ مشروبات الإلكتروليت وحتى عصائر المخلّلات تلعب دوراً فعّالاً، بما أنّها تزوّد الجسم بالمعادن الضرورية له من دون السكّر، وتساعد في الوقاية من صداع الجفاف قبل أن يبدأ. أمّا إذا استمرّ الصداع رغم شرب السوائل، فلا بأس من استخدام مُسكّنات أوجاع الرأس، والحرص على تفادي المشروبات السكّرية لأنّها تسحب المياه من الأنسجة وتُفاقم الجفاف».

وفي حال عدم ملاحظة أي تحسّن رغم تطبيق هذه الاجراءات، فقد حان الوقت لاستشارة الطبيب، خصوصاً إذا كانت أوجاع الرأس تتداخل مع الأنشطة اليومية أو تحدث أكثر من مرّة في الأسبوع. ووفق د. مايكل، «إذا تعرّضتم لأعراض أكثر حدّة مثل الاغماء، أو الوخز في الوجه، أو ضعف اليد، أو التنميل، من المهمّ طلب الرعاية فوراً، بما أنّ هذه العلامات قد تُشير إلى مشكلة أكثر جدّية مثل السكتة الدماغية».