IMLebanon

أسبابٌ وجيهة للأكل ببطء

كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:

إنهاء ملفّ عاجل قبل الموعد المحدّد، والتحضير لاجتماع معيّن، والقيام بالأعمال المنزلية قبل عودة الأولاد من المدرسة، والتوتر… هناك دوافع كثيرة لتناول الطعام سريعاً، وبالتالي تحفيز التعرّض لاضطرابات مِعوية مُزعجة، لا بل أحياناً مؤلمة جداً.

إنّ تخصيص الوقت الكافي لتناول الوجبة الغذائية بهدوء أمر فائق الأهمّية لأسباب عديدة تحدّثت عنها اختصاصية التغذية شارلوت دوبونيي، من فرنسا:

– تعزيز الهضم

عندما لا يتمّ مضغ الطعام بشكلٍ كافٍ، يصبح موجوداً بكميات كبيرة في المعدة. يؤدي هذا الأمر إلى مجموعة كاملة من الانزعاج الهضمي مثل عسر الهضم، وبطء الهضم، والارتجاع المعدي المريئي. غالباً ما يتمّ نسيان أنّ المضغ الجيّد هو الخطوة الأولى للهضم السليم، وهو أمر ضروري لإنتاج الإنزيمات بكميات كافية وبالتالي منع الجهاز الهضمي من العمل كثيراً.

– تحسين امتصاص العناصر الغذائية

إنّ عدم أخذ الوقت اللازم لمضغ المأكولات جيداً يؤدي إلى إبقائها على شكل قطع كبيرة لن تتمكّن الأمعاء الدقيقة من امتصاصها، ما يسبّب نقصاً في العناصر الغذائية واضطرابات هضمية مختلفة. أمّا الحرص على تناول الطعام بوتيرة بطيئة فيسمح بتقسيمه إلى جُزيئات صغيرة، وبالتالي تعزيز امتصاص الفيتامينات والمعادن والمغذيات الأخرى التي يحتاجها الجسم لإتمام وظائفه.

– التحكّم في الوزن بشكلٍ أفضل

إنّ تخصيص الوقت الكافي للأكل هو شرط لا غِنى عنه للشعور بالشبع، وأيضاً تجنّب اللقمشة العشوائية التي تُعزّز زيادة الوزن. في الواقع، تحدث مشاعر الشبع بعد مرور 20 دقيقة من بدء تناول الطعام. لذا، كلما زادت المدّة التي يستغرقها الشخص في المضغ، قلّت الحاجة إلى الأكل للشعور بالامتلاء، وهو الأمر الذي يُجنّب الحصول على سعرات حرارية إضافية، وبالتالي يدعم خسارة الكيلوغرامات الإضافية أو أقلّه الحفاظ على معدل الوزن. وأثبتت دراسات كثيرة أنّ الأشخاص الذين يمضغون الطعام جيداً لديهم شعور أفضل بالشبع، ويميلون إلى استهلاك كميات أقلّ على الوجبات الغذائية.

– حماية الأسنان واللثة

إنّ المأكولات التي تتطلّب الكثير من جهد المضغ تزيد من إنتاج اللعاب، الأمر الذي يسمح بإزالة البلاك وحماية مينا الأسنان. كذلك يملك اللعاب تأثيراً وقائياً على اللثة التي تدعم الأسنان. يُنصح بمضغ كل قضمة 15 إلى 20 مرّة، ومحاولة ابتلاع الطعام عندما يصبح سائلاً تقريباً. بالإضافة إلى وضع الشوكة جانباً بين كل قضمة، والجلوس دائماً عند الأكل واستخدام أدوات المائدة. والأهمّ من كلّ ذلك، تجنّب الأنشطة الأخرى خلال موعد الوجبات الغذائية مثل مشاهدة التلفزيون، تفادياً للتشتّت الذي يدفع إلى المبالغة في الأكل بِلا وعي، وحرصاً على إيقاظ كل الحواس.

– أخذ قسط من الراحة

يؤدي تناول الطعام بوعي، والتركيز على أنواع المأكولات المستهلكة، ونكهاتها، ورائحتها إلى إيقاظ كل الحواس. ينتج من ذلك زيادة المتعة أثناء الأكل، والتخلّص من التوتر، وإراحة العقل بفضل التركيز فقط على الأحاسيس.