كتبت ايفا ابي حيدر في “الجمهورية”:
في نهاية شهر أيار الحالي تكون شركة «توتال» قد أرسَت كل المناقصات المطلوبة للبدء بالحفر في البلوك 9، والتي يتجاوز عددها الـ40 مناقصة تتوزّع بين شركات محلية وأخرى عالمية، بسرعة قياسية مُقارنة مع التحضيرات التي استغرقتها للبدء بالحفر في البلوك 4.
أعلنت «توتال إنيرجيز»، في بيان، أنها وقّعت وفقًا للجدول الزمني المُعلن، بالتوافق مع شريكتَيها «إيني» «وقطر للطاقة»، عقدًا ثابتاً مع شركة Transocean لاستخدام منصّة الحفر التي ستقوم بحفر بئر استكشافيّة في الرقعة رقم 9 قبالة سواحل لبنان، في أقرب وقت ممكن في العام 2023». واعتبر البيان انّ وصول الفرَق هو خطوة رئيسيّة جديدة في التحضير للعمليّات.
وفي السياق، وصف الخبير في المجال النفطي عبود زهر لـ«الجمهورية» توقيع الاتفاقية التي اعلنت عنها «توتال» أمس بالتوافق مع شريكتَيها «إيني» «وقطر للطاقة» مع شركة Transocean لاستخدام منصّة الحفر بالخطوة المهمة جداً، لافتاً الى انها تندرج من ضمن مجموعة عقود تلزيم على شركة توتال أن تُجريها قبل المباشرة بأعمال الحفر، وقال: انّ مجموعة العقود المطلوب إبرامها لا تقل عن 40 عقدَ تلزيم، ومن المتوقع ان تنتهي توتال من التلزيمات مع نهاية شهر أيار الحالي، على ان تتوزع هذه العقود او التلزيمات ما بين تأمين المعدات والقيام بالتجهيزات اللازمة لعمليات الحفر، توكيل شركات مختصة بنقل المعدات من مرفأ بيروت الى منصة الحفر في البلوك 9 عبر بواخر، تأمين «هليكوبترات» لنقل طاقم العمل الى منصة الحفر…
أمّا عن منصة الحفر التي تم التعاقد معها فمن المتوقع ان ينتهي عملها في بحر الشمال في بريطانيا نهاية شهر تموز لتنطلق باتجاه لبنان، حيث من المتوقع ان تصل في نهاية آب الى نقطة الحفر في البلوك رقم 9، على ان تُباشر عملها في مهلة تتراوح ما بين اسبوع الى 10 ايام، تكون خلالها قد أتمّت كل التحضيرات اللازمة للموقع.
وتوقف زهر عند اختيار «توتال» تلزيم منصة حفر للبلوك 9 وليس باخرة حفر مثلما حصل في البلوك 4. وقال: صحيح انّ الوسيلتين تقومان بالعمل نفسه إنما تختلفان فقط من حيث الشكل، لافتا الى ان هذه الخطوة تظهر، عَدا عن اهتمام توتال وجديتها بالسير في اعمال الحفر والتنقيب، انما كذلك استعجالها في البدء بالحفر.
ورداً على سؤال، كشفَ زهر انه من المتوقع أن تستغرق عملية الحفر حوالى الشهرين ينقسم فيها طاقم العمل الموجود على المنصة الى فريقين يعملون مداورة 24 / 24 ساعة لمدة 15 يوما متواصلا، ثم يرتاحون بعدها 15 يوما قبل ان يُعاودوا الحفر مجددا.
ومن المتوقع ان تنتهي اعمال الحفر بعد شهرين من اطلاقها، اي في اوائل شهر تشرين الثاني، على ان تعلن النتائج في نهاية العام اي بعد شهرين على وقف اعمال الحفر، تقوم خلالها توتال بتحليل المعطيات المتأتّية من عيّنات الحفر عن نوعية التربة، عمرها، ما تحتويه من غاز او بترول، او مكثفات البترول…
ولدى سؤاله اذا كانت توتال تستعجل العمل في البلوك 9 ام انها تستغرق الوقت اللازم في تحضيراتها للبدء بالحفر، يؤكد زهر انّ تحضيرات توتال أتت هذه المرة أسرع بنسبة 30% من حيث الوقت اذا ما قارنّا بين المدة الزمنية التي استغرقها التحضير للحفر في البلوك 9 والبلوك 4.
يُذكر انّ «ترانس أوشن بارنتس» هي عبارة عن منصة حفر شبه مغمورة، موجودة حاليًا في بحر الشمال البريطاني وسيتم نقلها إلى المياه اللبنانية بحلول نهاية تموز. وهي واحدة من أكبر شركات الحفر في العالم، تقدّم جنبًا إلى جنب مع الشركات التابعة لها، خدمات حفر بعقود بحرية لآبار النفط والغاز في جميع أنحاء العالم. تتعاقد مع الحفّارات البحرية المتنقلة والمعدات ذات الصلة وأطقم العمل لحفر آبار النفط والغاز. تأسّست Transocean Ltd في عام 1926 في الولايات المتحدة الأميركية ويقع مقرها الرئيسي في Steinhausen، سويسرا. يتم تداول أسهمها في بورصة نيويورك للأوراق المالية. إنها واحدة من أكبر شركات الحفر في العالم.