كتب العميد توفيق نعيم يزبكفي”اللواء”:
تردد في بعض وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي اجتهادات وتحليلات قانونية حول الشغور الذي حصل في الوظائف الأمنية والعسكرية من جرّاء إحالة من بلغوا السن القانونية الى التقاعد وتعذّر تعيين وترقية عمداء أو ألوية الى أي رتبة لواء بسبب الفراغ الرئاسي والشغور في قصر بعبدا من رئيس تعذّر حتى الساعة انتخابه من قبل نواب البرلمان. ما يهمّني التعبير عنه جوابا على الكثير من التساؤلات يلخص بما يأتي ان العماد جوزيف عون قائد الجيش يبلغ السن الستين من العمر في بداية العام القادم 2024 ونظرا لخلو منصب رئيس الأركان بعد إحالة لواء الركن أمين العرم الى التقاعد وعدم تعيين خلف له وعليه يتم تداول اسم اللواء الركن نبيل صعب كونه الأقدم رتبة، هذا الموضوع ليس قانونيا كون اللواء العضو في المجلس العسكري يتبع مباشرة لمؤسسات وزارة الدفاع الوطني، بناء على ما تقدّم نُمي إليّ ان تسليم قيادة الجيش مؤقتا يمكن أن تسند الى العميد الركن الطيار زياد هيكل نائب رئيس الأركان للتجهيز لانه أقدم رتبة من بين العمداء المجازين بالأركان، ولكن يغيب عن بال الكثيرين ان العميد الركن هيكل من مواليد العام 1965 وسيحال الى التقاعد قبل نهاية العام الحالي، وفيما يتعلق بقائد الدرك العميد مروان سليلاتي فقد قرب بلوغه السن القانونية لأنه من مواليد العام 1965 أيضا، دون أن ننسى ان اللواء عثمان يبلغ 59 في العام المقبل 2024، وبما ان اللواء عباس إبراهيم أحيل على التقاعد وكّل مكانه بالإنابة العميد إلياس البيسري الأقدم رتبة، بعد شغور المديرية العامة المذكورة يمكن أن يصار الى تكليف العميدين الأقدم رتبة في كل من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي وقيادة الدرك كل ذلك لتعذّر ترقية العميد الى لواء، كان ذلك يحتاج الى توافق سياسي ومرسوم جمهوري يحمل توقيع رئيس الجمهورية بالدرجة الأولى وهذا ليس ممكنا في ظل الفراغ. الكلام في ظل الفراغات المتراكمة يطول دون إغفال موضوع دورة الضباط الذين تخرّجوا في العام 1994 من الكلية الحربية فلا زال توقيع مرسوم ترقيتهم لرتبة عميد عالقا على دروب السياسة الشائكة ومعظمهم قَرُب من سن الـ 56 لرتبة عقيد 56 حكما على التقاعد وحتى سنة 58 إذا رقّوا لرتبة لواء عميد بسبب قضاء فترة سنتين من حقوقهم في المنزل ما بين العامين 90 و92. من خلال استشرافي للواقع الأليم واستطرادا لما قد يحصل، فأنني أتوقع تراكما متلاحقا في هذه المواقع الأمنية والعسكرية الفاصلة، إذا لم يتم استدراك الأمور وانتخاب رئيس للجمهورية رأس الدولة حتى تنتظم أمور دوران عجلة الدولة والحكم المتوازن في كل مفاصل الأرض اللبنانية، جمهورية وحكومة وبرلمان ومؤسسات تعاني من الترهل والتهالك ليس أمرها الفراغ القاتل وانهيار الاقتصاد المخيف. هلّموا يا نواب الأمة اللبنانية انتخبوا رئيسا في أسرع وقت ممكن قبل أن تغرق السفينة بمن على متنها، بالعاصفة الهوجاء وتقاذف الأمواج من كل حدب وصوب، وبتعبير آخر سينهار الهيكل على رؤوس الجميع ولن يسلم لا حجر ولا بشر. اللهم اهدي لبنان واللبنانيين صواب التفكير لتسهيل أمور المواطنين كل من موقعه من أعلى الهرم حتى القاعدة والله سميع مجيب. كفانا تلهّيا واختلافا على جنس الملائكة فيما الجوع يهدّد حياة مئات الألوف وينذر بتحوّل الكثيرين الى متسولين على قارعة الطريق، إما للعيش أو شحذا لجواز سفر ينقلهم الى خارج الوطن عبر البحر أو البر أو الجو عبر المطار أو المرافق الحدودية والخطوط والمعابر الشرعية واللاشرعية طلبا للأمن والآمان وراحة البال. والسلام على كل لبناني محتاج للرغيف والدواء والعمل ولرحمة الله وبركاته. انظروا أيها المواطنون صوب الشرق الى لبنان الأبيض وجبل صنين المكلل بالثلوج واطلبوا من الباري نقاء الثلج للعقول والنفوس الضائعة في غياهب العتمة والظلام والمجهول..
رحم الله شهداء الجيش وكل شهداء الحروب اللبنانية المتعاقبة منذ الاستقلال وقبله وبعده حتى انفجار المرفأ والشهداء الأبرياء الأبطال. وقى الله وطننا لبنان، ورحمة الله على أرواح الشهداء والدماء التي أريقت على تراب الوطن عساها تحيي لبنان من الانقراض.. كطائر الفينيق الذي يبعث من الرماد حيّا.. تحية لبياض الثلج في حرمون وليكن لنا حرمة تصون عرضنا وأرضنا من الدنس والفساد.