جاء في “الجمهورية”:
أكّدت مصادر حكومية لـ«الجمهورية»، انّ كلمة لبنان التي سيلقيها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، ستخاطب القادة العرب من موقعه كعضو ضمن الأسرة العربية، مشدّدة على مسؤوليته تجاه أشقائه العرب، وحرصه على بناء افضل العلاقات وأرقاها مع الدول العربية الشقيقة، ورفضه لكل ما يمسّ بأمنها وسلامها واستقرارها، وكذلك على مسؤوليتهم تجاه لبنان في مدّ يد العون له في ازمته، التي بلغت حداً فائق الصعوبة، وهو ما يعهده لبنان بكل الاشقاء العرب، وعلى وجه الخصوص من المملكة العربية السعودية.
وكانت الفعاليات التحضيرية للقمة العربية، قد انطلقت في مدينة جدة السعودية امس، بانعقاد المجلس الاقتصادي والاجتماعي الوزاري، وتمثل فيه لبنان بوزير الاقتصاد في حكومة تصريف الاعمال امين سلام، كما تمثلت فيه سوريا للمرة الاولى منذ سنوات، بوفد برئاسة وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السورية محمد سامر الخليل. كما وصل وزير الخارجية السورية فيصل المقداد على رأس وفد سوري، إلى جدة امس، للمشاركة في الاعمال التحضيرية للقمة.
وقال في تصريح له: «نعبّر عن سعادتنا بوجودنا في المملكة العربية السعودية، ونتمنى لهذه القمة كل النجاح، ونحن هنا لنعمل مع أشقائنا العرب على تحديد المعطيات لمواجهة التحدّيات التي نتعرّض لها جميعاً، فهذه فرصة جديدة لنا لنقول لأشقائنا العرب، إنّنا لا ننظر إلى الماضي وإنما إلى المستقبل. هناك الكثير من التحدّيات التي يجب أن نناقشها ونحشد قوانا العربية لمواجهتها، ومنها قضية الصراع العربي الإسرائيلي ومسألة المناخ».
وفي كلمة لبنان خلال الاجتماع، قال الوزير سلام: «يمرّ لبنان في أسوأ أزماته الاقتصادية على مرّ تاريخه، وتُعتبر أزمته من الأزمات الأكثر حدّة في العالم، معطوفةً على الانفجار الضخم الذي وقع في مرفأ بيروت وخلّف خسائر كبيرة لا نزال نعيش تداعياتها الأليمة حتى يومنا هذا. لبنان يمرّ في مرحلة انتقالية دقيقة ومصيرية قوامها الإصلاح، تعزيز الثقة، وإعادة البناء، لكن لبنان الواثق دائماً من وقوف أشقائه العرب إلى جانبه في كل الأزمات والحروب التي عصفت به، يتطلع إلى دعمهم في محنته هذه، ويدعوهم إلى الاستثمار في بنيته التحتية وإقامة مشاريع منتجة تعود بالفائدة على كلٍ من لبنان والدول العربية والمستثمرين العرب، فالفرص الاستثمارية عديدة وواعدة، ولبنّان الذي يُعتبر من الدول السبّاقة والرائدة اقتصادياً في تاريخ منطقتنا قادر على النهوض مجدداً من كبوته، ونهوضه الاقتصادي، كما نهوض باقي الدول العربية التي تواجه أزمات اقتصادية، هو قيمة مضافة لاقتصاد عالمنا العربي ويصبّ في مصلحة التكامل الاقتصادي العربي والقوة الاقتصادية العربية التي نصبو اليها جميعاً».
وتناول ملف النازحين السوريين، قائلاً: «لم يعد خافياً على أحد العبء الاقتصادي الكبير الذي يتكبّده لبنان، كذلك باقي الدول العربية المستضيفة للنازحين السوريين، جراء هذه الاستضافة. إنّ تخفيف هذا العبء عن كاهل لبنان والدول العربية المستضيفة يبدأ حكماً بالعودة السريعة والآمنة والكريمة للنازحين السوريين إلى وطنهم. فبعودتهم لا يخففون فقط الضغط الاقتصادي والاجتماعي عن لبنان، وإنما يشكّلون عنصراً أساسياً ورافداً بشرياً مهماً لعملية إعادة إعمار قراهم ومدنهم وتحقيق التنمية فيها وإطلاق العجلة الاقتصادية في سوريا لما فيه خير لكل الدول العربية».
وخلص في كلمته إلى القول: «إنّ عالمنا العربي يمتلك، بدوله كافة، قدرات اقتصادية لا مثيل لها، ومكامن قوة جعلته ولا تزال محط أطماع الكثيرين، بما له من موارد طبيعية وقدرات بشرية وموقع جغرافي مميز يمسك فيه بعدد من أهم بوابات العالم، بحرياً وبرياً». أضاف: «لقد ضاعت منا فرصٌ كثيرة للارتقاء بهذا الكيان العربي إلى مصاف أهم التكتلات الاقتصادية في العالم… فلا نضيّع مزيداً من الوقت لأننا لم نعد نملك ترفه».