جاء في “الجمهورية”:
الى الآن لم تتفق مكونات المعارضة على مرشح. فحسب مصدر مطلع على الحراك المعارض، فإنّ الجهود والاتصالات متواصلة مباشرة او عبر الموفدين، ولكن اي نتائج ملموسة لم تتحقق بعد، خصوصاً انّ حالاً من الانتظار بدأت تلفح الجميع لمعرفة ما ستسفر عنه القمة العربية في جدة بعد غد، وتحديداً ما ستسفر عنه اللقاءات التي ستُعقد هلى هامشها، وخصوصاً لقاءات المسؤولين السعوديين مع ضيوفهم، ولا سيما منهم الرئيس السوري بشار الاسد وغيره من المسؤولين العرب المهتمين بالشأن اللبناني.
واشار المصدر، الى انّ المعارضين لم يرتقوا بعد الى مرتبة تبادل الثقة في ما بينهم حتى يتسنّى لهم الاتفاق على طرح مرشح او اكثر، ولا يخفي بعضهم عدم ثقتهم برئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل الذي يتهمه البعض بأنّه «يلعب على الحبلين»، او انّه يطمح لأن يكون وسيطاً بين المعارضة و«حزب الله».
وكان اللافت ايضاً، البيان الهجومي الذي اصدرته الدائرة الإعلامية في حزب «القوات اللبنانية»، وتوجّهت فيه إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري، قائلة: «أنتم في موقع رئاسة مجلس النواب، ولستم في موقع رئاسة المعارضة، وبالتالي من واجباتكم، ومنذ اللّحظة الأولى، الدعوة إلى جلسة نيابية مفتوحة لانتخاب رئيس للجمهورية، خصوصًا عند اقتراب انتهاء المهلة الدستورية لهذه الانتخابات، وإبقاء الجلسة مفتوحة حتى انتخاب الرئيس العتيد، بينما ما أقدمتم عليه هو أنكم كنتم توجّهون الدعوة ظاهريًّا لجلسات انتخاب، بينما عمليًّا يقوم نوابكم ونواب حلفائكم بتعطيل هذه الجلسات، وما زلتم مستمرون على هذا المنوال حتى اللحظة».
واضاف البيان: «دولة الرئيس بري، أنتم لا تقومون بواجباتكم من جهة، وتتخطّون من جهة أخرى صلاحيّاتكم من خلال تنصيب أنفسكم قيّمين على الموالاة وعلى المعارضة في آنٍ معًا، وهذا ليس من صلاحياتكم أبداً. ليس من شأنكم، دولة الرئيس، التدخُّل في ما تفعله المعارضة، بينما من واجباتكم الدعوة إلى جلسة انتخابات فعلية لرئيس الجمهورية. وحرصًا على معلوماتكم، دولة الرئيس، فإنّ المعارضة كفيلة بتدبير أمورها بنفسها وهي جاهزة في كل لحظة للذهاب إلى جلسة انتخابية، ولكن أنتم بالفعل لا توجّهون الدعوة إلى جلسة انتخابات جديدة، ليس لأنّ قلبكم على المعارضة، بل لأنكم واثقون من أنّ أرقام مرشحكم الرئاسي ليست أبدًا كما تشتهونه، فعدم دعوتكم لجلسة انتخابية مردّه خوفكم من «البهدلة» وليس خشيتكم طبعًا على المعارضة. ومن هذا المنطلق ندعوكم من جديد إلى توجيه الدعوة لجلسة انتخابية في أقرب وقت ممكن ولينجح مَن ينجح، فهذه انتخابات وتحصل على هذا النحو».
وفي غضون ذلك، أعرب نائب الامين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم خلال لقاء سياسي، عن أمله في أن لا تطول مدة انتخاب رئيس للجمهورية، معتبراً «انّ الوزير سليمان فرنجية يزداد عدداً وازناً لصفاته الجامعة»، داعياً «الأطراف الأخرى» الى «أن تختار مرشحيها وتقارن، فمن لديه فرصة للنجاح يتمّ دعمه لتسهيل الانتخاب كسباً للوقت. وإذا أرادوا حواراً لمقاربة الصفات فنحن جاهزون».
وقالت مصادر مواكبة للاستحقاق الرئاسي لـ«الجمهورية»، إنّ «المعارضة عادت الى المربع الاول، اي تعطيل النصاب بعدما كان القرار يكمن في محاولة الاستحصال على 65 صوتاً، وانّ الملفت في هذا السياق هو تعمّد الفريق المعارض ترويج مقولة انّ باسيل «امام اختبار»، والتي عبّر عنها في الأمس رئيس حزب «الكتائب» بعدما كان النائب «القواتي» فادي كرم قد ذكرها في احدى مقابلاته التلفزيونية، إذ انّ باسيل وتياره لم يعتادا على عدم الردّ على هذا نوع من الكلام الذي يسيء إلى باسيل وصدقيته وهو المعروف عنه عدم قبوله أن يكون أمام اختبار».
وتضيف المصادر: «انّ ما يجعل المعارضة امام خشية حيال نيات باسيل هو العرض الذي قدّمه في اطلالته التلفزيونية الاخيرة، من انّه يقبل بأي رئيس اذا ما التزم اقامة اللامركزية الادارية الموسّعة والصندوق السيادي، وكأنّه بدأ يدخل فكرة البازار، على حدّ تعبير احد المعارضين غير المتحمسين للاتفاق معه».
ويجمع المراقبون على انّ فشل المعارضة في التوحّد حول مرشح واحد ينافس فرنجية يُضعف موقفها امام الخارج، حيث تتحجج بأنّ «حزب الله» يفرض على اللبنانيين رئيساً للجمهورية، وبالتالي سيبقى اعتراضها بمثابة اعتراض سلبي لا يرقى الى الجهوزية لمعركة انتخابية حقيقية.