كتبت منال زعيتر في “اللواء”:
عادت الضبابية لتحيط بالملف الرئاسي… لا المعارضة قادرة على التوحّد خلف اسم رئاسي لمواجهة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ولا الممانعة قادرة على تأمين الأصوات اللازمة لفوز فرنجية… في الكواليس، توقفت الاتصالات حول الملف الرئاسي… حزب الله وفقا لمصادر مطّلعة ترك رئيس التيار الحر جبران باسيل لمراجعة حساباته رئاسيا واختيار طريق من اثنين «إما معنا أو على الأقل ليس ضدنا»، وفي الحالتين لا يجد الحزب نفسه معنيا بالوقوف على خاطر باسيل في الوقت الحالي والأمر متروك له لاتخاذ القرار الذي يناسبه، وأضافت المصادر ان خيار حزب الله واضح لجهة تأييد فرنجية وموافقة الحزب على التواصل مع باسيل تبدأ من هنا أي من اقتناع باسيل باستحالة تغيير الحزب لموقفه وان عليه أي باسيل ملاقاة الحزب في منتصف الطريق إذا أراد معاودة التواصل معه والتفاهم حول الملف الرئاسي.
في الكواليس أيضا… تحوّلت الإيجابية التي أحاطت بلقاء فرنجية بسفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري الى ما يشبه المعلومات المتضاربة، بعد أن تبرأ المعنيون من هذه الأجواء، ملمّحين الى ان مجريات هذا اللقاء ما زالت طي الكتمان وتتم قراءتها بكثير من الحذر، على قاعدة استعن على قضاء حوائجك بالكتمان والتأنّي..
للأسف… عادت كل المصادر والقيادات الى الحديث عن مرحلة مراوحة رئاسية قد تطول، وعلى حد تعبيرها فان الاسبوع الأخير من شهر أيار حاسم لجهة تحديد مصير الاستحقاق الرئاسي، فإذا لم نشهد أي بوادر إيجابية بعد القمة العربية فنحن نؤكد بل ونجزم بان مسألة انتخاب رئيس للجمهورية قد تطول، وان التداعيات السلبية لهذا الموضوع سوف تؤدّي بلبنان الى الهلاك الفعلي.
للأسف… ليس في لبنان قيادات مسؤولة لتحمي شعبها من مصير أسود ينتظرنا إذا أضعنا الفرصة الرئاسية السانحة في ظل كل التطورات الاقليمية والعربية… لا يخجل المعارضون من القول ان تأمين الممانعة لـ٦٥ صوتا سوف تدفع برئيس مجلس النواب نبيه بري الى الدعوة الفورية لجلسة نيابية لن نحضرها إذا لم نتفق على اسم رئاسي لمواجهة فرنجية أو إذا لم نضمن الأصوات اللازمة لفوز مرشحنا، وفي المقابل، لا تخجل مصادر في ٨ آذار من التلميح الى هكذا خيار بقولها ان اتفاق المعارضة على مرشح رئاسي في ظل عدم قدرة فريقنا على تأمين الأصوات المطلوبة لفوز فرنجية لن يمنعنا من عدم الدعوة الى جلسة انتخابات رئاسية.
للأسف.. لعبة «البينغو» الرئاسية التي تلعبها الموالاة والمعارضة سوف تدمّر ما تبقّى من البلد… تقول معلومات مصادر مسؤولة ان ما نقل عن ضغط إيجابي ستمارسة السعودية ودول اللقاء الخماسي على المعنيين في لبنان للخروج من حالة المراوحة والتلكؤ في إتمام الاستحقاق الرئاسي ليست دقيقة أبدا، مشيرة الى عدم وجود قرار بممارسة أية ضغوطات جدّية على القادة اللبنانيين لانتخاب رئيس للجمهورية، وما يحصل خلال اللقاءات هو مجرد تمنيات بضرورة الإسراع في إتمام هذا الاستحقاق الدستوري.
ولكن ثمة رسالة شديدة اللهجة وصلت من معنيين في لبنان الى رعاة التسوية لا سيما الفرنسيين لنقلها الى الجهات الأخرى في اللقاء الخماسي ومنها الى معارضة الداخل:
أولا: لا عدول عن ترشيح الممانعة لسليمان فرنجية للرئاسة الأولى لأي سبب كان، ولا خطة بديلة لو طال الشغور الرئاسي لسنوات ومهما كان ثمن ذلك سياسيا واقتصاديا.
ثانيا: ان الحديث عن إعادة النظر بالدستور اللبناني وباتفاق الطائف لجهة النظر ببعض البنود وكيفية ترتيب المواقع والإدارات وتوزيع الحكم مطروح جدّيا على بساط البحث إذا انقضت المهل المطروحة دون إتمام التسوية الرئاسية.
وعليه، فان التهديد الخارجي بعقوبات على المعرقلين ليس جدّيا بقدر تأكيد الجهات الداخلية المعنية بقدرتها على قلب الطاولة على الجميع لإنقاذ الاستحقاق الرئاسي وإلحاق لبنان بركب التسوية الدولية والاقليمية قبل فوات الأوان.