جاء في “الأنباء الإلكترونية”:
لقاء الإليزيه بين البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كَسر الجليد الذي تراكم منذ أن أُخِذ مسيحياً على فرنسا دعمها لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية، المدعوم من الثنائي الشيعي لرئاسة الجمهورية رغم معارضة الكتل المسيحية له، التي ربط بعضها الموقف الفرنسي بحسابات ماكرون ومصالح حكومته الاقتصادية في مياه ونفط البحر المتوسط.
مصادر مواكبة للقاء الراعي- ماكرون لفتت عبر “الأنباء” الالكترونية إلى أنَّه “صحيح أن الراعي نجح بكسر الجليد الذي تكوّن في المدة الأخيرة بين ماكرون والأحزاب المسيحية المعترضة على فرنجية، لكنّه لم يستطع أن يقنع الرئيس الفرنسي بتبني إسم الوزير السابق جهاد أزعور الذي توافقت عليه الأحزاب المسيحية، وفضّل أن يبقى على مسافة واحدة من الجميع، داعياً الى انتخاب رئيس جهورية في أقرب وقت لأن إطالة أمد الفراغ الرئاسي سيعود بالضرر على لبنان واللّبنانيين، وهو بهذا الموقف يعيد الكرة الى الملعب اللبناني، مشدداً على أنّه ينبغي على القيادات اللبنانية الاختيار بين الدولة والفراغ في السلطة”.
المصادر رأت في الوقت نفسه أنَّ “إدخال اسم أزعور على لائحة المرشحين للرئاسة مؤشر إيجابي قد يساعد على خلط الأوراق في المداولات المتعلّقة بهذا الاستحقاق، وقد يدفع برئيس مجلس النواب نبيه برّي لتحديد جلسة لانتخاب الرئيس قبل الخامس عشر من حزيران”.
وسط هذه الأجواء، استبعدَ النائب السابق أنطوان زهرا في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية أن يدعو رئيس المجلس النيابي نبيه برّي لجلسة لانتخاب الرئيس، لأن الأصوات الـ65 التي على الأرجح تأمنت لأزعور “كان يريدها أن تؤمّن لمرشحه سليمان فرنجية وليس مرشح المعارضة، وغير ذلك يكون الوضع برأي برّي غير سليم وغير ديمقراطي”، لافتاً إلى أنّه “من المؤسف أنهم يريدون ترجمة التطورات الاقليمية لصالحهم بالقوة، وبالتالي لا زلنا في نفس العقدة، علماً أنهم قد افتعلوا حملة تضليل واسعة واتهمونا بأننا نحن من يعطّل انتخاب الرئيس، أمّا الآن عندما رأوا أن أساليبهم أصبحت مكشوفة عادوا الى منطق تعطيل الانتخاب كما فعلوا في الجلسات الـ12 الماضية”.
من جهة ثانية، أكّد زهرا أنَّ “خيار التيار الوطني الحر بدعم ترشيح الوزير أزعور نهائي هذه المرة، وهذا التأييد لأزعور أتى بعد مسار طويل من المناورات قام بها جبران باسيل باتجاه حزب الله من أجل إرضائه والحصول على مكاسب معينة كما كان يفعل في الماضي، أو أن ينتزع منهم وعداً بالرئاسة المقبلة بعد فرنجية بنفس التجربة مع عون وفرنجية، لكن حزب الله لم يتردد بمطالبته تسديد الدين الذي عليه للحزب، رغم أنه كان قابلاً للأخذ والرد من أجل الحفاظ على وضعه السياسي، لكن الحزب لم يعطهِ أية ضمانات لأن الثقة بينهم أصبحت مهزوزة، حتّى أنه في اجتماع التيار أول من أمس استنجد بعمّه الرئيس ميشال عون لامتصاص نقمة النواب العونيين عليه بسبب تفرده بالقرارات”.
وعن لقاء الإليزيه بين الراعي وماكرون، رأى زهرا أن “أهم تفصيل يمكن التوقف عنده ممكن أن يتمحور حول لجم الاندفاعة الفرنسية تجاه فرنجية والعودة لمنطق الدعوة لانتخاب الرئيس بأسرع وقت، وبالمقابل فإنَّ ماكرون أصبح على علم أن القوى المسيحية لديها خيار مخالف لتطلعاته لا يمكن له ان يتجاوزه، رغم حاجته للتفاهم مع حزب الله لأن فرنسا لا تستطيع تجاوز علاقتها مع المسيحيين”.
لبنان ينتظر خشبة الخلاص إذاً، وسط تشابك العقد الداخلية أكثر على الرغم من الحراك الداخلي والخارجي، فالبطريرك الراعي نقل رسالة رفض واضحة الى باريس لكنه لم يعد بكلمة سر رئاسية، وبالتالي المراوحة ستبقى سيدة الموقف والحركة لا زالت بلا بركة.