كتبت رانيا شخطورة في “أخبار اليوم”:
“انها مرحلة ما بعد سليمان فرنجية”… هكذا اختصر مرجع في المعارضة التطورات التي حصلت في الايام الاخيرة في الداخل والخارج، وستتوج غدا باعلان المعارضة عن تبني ترشيح الوزير السابق مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي جهاد ازعور.
ورفض المرجع كلام الثنائي الشيعي عن ان ترشيح ازعور هو للمناورة، بل على العكس لقد حصل ازعور على استقطاب واسع، ودفع بمرحلة فرنجية الى الانتهاء، ولا يحتاج الامر الا الاعلان.
اعتبر المرجع ان ما قبل زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى الفاتيكان ثم فرنسا، ليس كما قبلها، اذ يبدو واضحا ان باريس خرجت من مربع فرنجية، انطلاقا من الموقف الحازم الذي عبر عنه الراعي امام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بدعم من الفاتيكان.
وهذا ما عبر عنه ايضا البطريرك امام وفد نقابة الصحافة بالامس، حين قال: لمسنا من خلال جولتنا على الفاتيكان وفرنسا ارتياحا للتوافق المسيحي على اسم والان سيبدأ العمل. واضاف: هناك اتفاق على شخص من قبل المكونات المسيحية وعلى هذا الاساس تحركت لأن لبنان لم يعد يتحمل.
وكشف المرجع انه حصل توافق بين الراعي وفرنسا لانجاح المرحلة الجديدة التي لا بد ان تتوج بانتخاب الرئيس، قائلا: هنا يكمن التحدي الاهم امام القوى السياسية لايصال “مرشح الاتفاق العريض”، الى سدة الرئاسة.
وردا على سؤال، اعتبر المرجع انه من مصلحة الثنائي الشيعي الانضمام الى التوافق المسيحي الذي حظي بدعم فرنسا والفاتيكان، وهو سيتوسع ليشمل باقي اطراف مجموعة الخمسة.
وعن امكانية ان يصطدم تريشح ازعور برفض شيعي يحول دون توفير النصاب وتحديدا للدورة الثانية، فتلجأ بالتالي المعارضة الى خيار آخر، استبعد المرجع مثل هذا السيناريو، قائلا توافق المعارضة جاء بعد مخاض عسير وطويل، من الصعب ان تجتمع المعارضة حول خيار آخر علما ان العديد من الاسماء كانت مطروحة والتوافق كان حول اسم واحد. واشار الى ان اي مسار آخر قد يتطلب عقد مؤتمر على غرار مؤتمر الدوحة، لكن الدول التي قد تنظم او تدعو الى مثل هذا المؤتمر لديها الكثير من الاهتمامات والاولويات، لذا على اللبنانيين عدم تفويت الفرصة السانحة راهنا.
وشدد المرجع، في هذا الاطار على ان ازعور ليس مرشح مواجهة ولن يشكل جبهة بوجه اي طرف آخر، بل على العكس هو على علاقة جيدة بجميع الاطراف الفاعلة والعاملة على خطّ الاستحقاق الرئاسي، بمن فيهم رئيس المجلس نبيه بري. علما ان ازعور وخلال توليه حقيبة المال، عمل وتعاطى مع كافة القوى فيعرف اسلوبها وهي تعرف اداءه الحيادي وانه على مسافة واحدة من الجميع.
وخلص المرجع الى التأكيد على ان لبنان اصبح محكوما بالادوات الخارجية المالية والاقتصادية والسياسية، وبالتالي لا بدّ من رئيس جمهورية قادر على ضبط تلك الادوات لتصبح متلائمة مع الداخل فيبدأ خروج لبنان من الانهيار التام، مشيرا الى ان ازعور قادر على تشكيل صلة وصل بين الحكومة والاطراف السياسية والجهات الخارجية الداعمة.
وختم: السؤال المطروح راهنا هل البطريرك وفرنسا قادرين على تخريج مبادرة قابلة للحياة؟ علما انه اذا لم تحصل حركة خارجية ضاغطة فالمسار الداخلي سيكون طويلا.