كتبت كارول سلوم في “اللواء”:
أكثر من سؤال يخطر على بال متتبعي أخبار الرئاسة ولعل الابرز منها ما يتصل بحقيقة وصول الملف إلى خواتيمه المرجوة في ضوء الحديث عن التفاهم بين القوى المسيحية على مرشح للرئاسة. تبدو الأخبار التفاؤلية قابلة للتصديق بعد مواقف نواب هذه القوى ، وإنما في المقلب الآخر يصعب التأكيد أن هذا التفاهم سيخرق بلوك التعطيل المفروض في مجلس النواب. ولأن تحديد جلسة لمجلس النواب مجهول الموعد فإن الحراك الرئاسي يدور في الحلقة نفسها،أي أن الأصوات التي يُعمل على تأمينها لمرشح المعارضة والتيار الوطني الحر الوزير السابق جهاد ازعور تحتاج إلى ترجمة في مجلس النواب،وكذلك الأمر بالنسبة إلى أصوات الوزير السابق سليمان فرنجية الذي ابتعد عن الضجيج الرئاسي ولكنه يرصد ما يجري.
قد يعتقد المرشحان اللذان يجري التداول بأسمهما مؤخرا أن معركتهما قد تبلغ ذروتها قريبا لكنهما يدركان في الوقت نفسه أن رقما واحدا كفيل بوصول أحدهما إلى قصر بعبدا، وهذا الرقم مؤمَّن لأزعور بعدما باشرت القوى السياسية حركة اتصالات مكثفة لاستطلاع المواقف النهائية تمهيدا للبونتاج المطلوب.ولعل تغريدة رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع بشأن عدم دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى جلسة الإنتخاب إلا عند تأمين ٦٥ صوتا لسليمان فرنحية وعدا ذلك ستقضي 300 سنة من دون جلسة انتخاب تعكس واقع الحال من دون الإشارة إلى الحذر الذي لا يزال يرافق المعارضة حيال الموقف النهائي للتيار الوطني بشأن دعم ازعور حتى وإن أكد ذلك،اما الحراك الذي قاده البطريرك الماروني مار بشارة الراعي ولاسيما في فرنسا لم يغير المعادلة القائلة بشأن أهمية التوافق على تمرير هذا الإستحقاق من دون أية إشارات عن دعم هذا الاسم أو ذاك،حتى وإن تم عرض الأسماء المناسبة لتولي سدة الرئاسة، ومن هنا فإن اتصالات داخلية يقودها البطريرك الراعي لهذه الغاية.
ولكن ما هو المنتظر في هذا الملف؟ وهل تفتح أبواب البرلمان من أجل إنجاز الإستحقاق؟ وهل تتصدر أسماء جديدة البحث الجاد في المرحلة المقبلة ؟ في اعتقاد أوساط سياسية مطلعة أن هناك المسألة تحولت إلى لعبة تحدٍّ بين فريقي المعارضة والممانعة، وبالنسبة إلى القوى المسيحية فهي أظهرت من خلال دعم وزير المال السابق أنها لا تقف وراء عدم التعطيل وقد تكون الساعات المقبلة أكثر من حاسمة بالنسبة إلى إعلان توجّهها الرسمي في دعم ازعور للرئاسة أو بقاء الأمور على ما هي عليه، أي دعم الترشيح مع وقف التنفيذ في حين يبقى تفصيل يتصل بما إذا كانت خطوة المعارضة منفصلة عن خطوة التيار حتى،وإن كان الدعم مشتركا وهنا يجوز الوجهين أي أن المعارضة تعلن هذا التأييد ثم يستتبع ذلك قرار التيار أو يتم الاتفاق على آلية بين الفريقين لإعلان القرار المشترك. وهذا متروك لحرية تحركهما مع العلم أن تكتل لبنان القوي برئاسة النائب جبران باسيل يواصل اجتماعاته لإظهار الموقف الموحد بشأن ترشيح ازعور، وتقول لصحيفة اللواء أن المفاجآت تبقى واردة إلى حين تظهير أي تفاهم أو تأكيد ترشيح إنما هناك تفصيل يتعلق بأزعور الذي باشر سلسلة لقاءات بشأن برنامجه.
وتفيد هذه الأوساط أنه بالنسبة إلى المعارضة الاسم واضح لكن الإشكالية تكمن في كيفية خوض المعركة من أجل هذا الاسم لأن ما من اتفاق على كيفية خوض المعركة والذهاب والبقاء خلف هذا الاسم ، إذ ليس مستحباً تركه في منتصف الطريق، ومن هنا يمكن توقع أن يخضع أي قرار للمزيد من البحث، معلنة أنه على صعيد الكلام عن تخلي فرنسا الكلي عن تأييد فرنجية ، فذاك قد لا يعد دقيقا بإعتبار أن فرنسا لم تفصح عن دعم أحد وحتى اليوم يؤكد مسؤولوها أهمية المسعى الداخلي وليس صحيحا عن توجه جديد لدعم هذه الشخصية أو تلك .
واما الكلام الذي يتردد في الوقت الراهن عن سحب دعم رئيس المردة من قبل الثنائي الشيعي فإن الأوساط تعرب عن اعتقادها أن الثنائي يتمسك لفرنجية أكثر كلما رفعت المعارضة سقفها الكلامي، على أنه يدرك ان أصوات القوى المسيحية وكتلة اللقاء الديمقراطي وبعض النواب المستقلين غير كافية لانتخاب ازعور، وذلك من دون أصوات الكتلتين الشيعيتين الأكبر في البرلمان، معتبرة أن المنازلة الكبرى تبدأ في مجلس النواب في حال برزت الدعوة للإنتخاب.
وماذا عن السلة الكاملة من الرئاسة إلى رئاسة الحكومة ؟ هنا تؤكد الأوساط نفسها أنه ربما يعود الحديث عنها في سياق التسوية المطلوبة انما حتى هذه الساعة يريد البعض إتمام الانتخابات الرئاسية بأسرع وقت ممكن خصوصا ان الأفرقاء المسيحيين رفضوا أي كلام عن المقايضة في هذا الأمر.
ليس مستبعداً أن تنجلي الصورة المرتقبة بشأن معركة النصاب قريبا وكذلك الأمر بالنسبة إلى استقرار الرأي لدى الكتل والنواب على اختلاف انتماءاتهم بالنسبة إلى الترشيحين الرسميين.