كتب داني حداد في الـmtv:
اليوم، ٤ حزيران، سيكون نقطة تحوّل في مسار الاستحقاق الرئاسي. عند السادسة من مساء اليوم، يعلن النائب ميشال معوض قرارَين: الأول، تراجعه عن الترشّح الى الانتخابات الرئاسيّة بعد أن دخل نادي المرشّحين مدعوماً من قوى المعارضة. والثاني، التوافق بين المعارضة وبعض النواب المستقلّين والتغييريّين والتيّار الوطني الحر، على إعلان دعم ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور.
ليست مفصليّة التاريخ متّصلة، حصراً، بالمؤتمر الصحافي الذي سيعقده معوض بحضور ممثّلين عن المعارضة و”التيّار”، وهي الصيغة التي تمّ التوصّل اليها بعد اجتماع عُقد مساء الجمعة في البيت المركزي الكتائبي واستُتبع باتصالاتٍ أمس، بعد أن طُرحت فكرة صدور مواقف متزامنة عن الكتل النيابيّة.
فالأهمّ في ما سيحصل اليوم هو أنّه سيشكّل انطلاقة للبحث عن اسمٍ توافقي، خصوصاً أنّ المفاجأة التي حصلت في الساعات الأخيرة كانت ردّة فعل حزب الله على التوافق على ترشيح أزعور. هو ترشيحٌ مرفوض، حتى الآن، من “الحزب”، ولكن اقرأوا جيّداً ما قاله أمس رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيّد هاشم صفي الدين.
قال السيّد صفي الدين: “ليس هناك جهة لوحدها قادرة أن توصل رئيساً للجمهوريّة في لبنان أيّاً كان هذا المرشح، بغضّ النظر عن اسمه وطبيعته وانتمائه ولونه وخياراته السياسيّة، وبالتالي، ما لم تتوافق الجهات مع بعضها البعض، فلا يمكن أن ننجز الاستحقاق الرئاسي”.
وسأل: “هل يمكن لرئيس تحدٍّ، أيّاً كان هذا الرئيس، أن يقوم بهذا البلد وينهض به ويجد الحلول السياسيّة والاقتصاديّة فيه، خصوصاً في ظل وضع البلد المتأزم والمنهك والمتهاوي؟”.
يشكّل هذا الكلام اعترافاً باستحالة انتخاب الوزير السابق سليمان فرنجيّة، كما أيّ مرشّح آخر غير توافقي. يفتتح حزب الله إذاً، بدءاً من اليوم، مرحلة البحث عن اسمٍ توافقي، وهي مهمّة قد تطول أشهراً.
أمّا غداً الإثنين، فتنطلق جولة الاستشارات التي سيقوم بها المطران بولس مطر، حاملاً تكليفاً من بكركي وبركةً من الفاتيكان التي أوصت بأن يقوم بهذه المهمّة. وستشمل هذه الجولة رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله، حيث سيطرح مطر جديّاً إمكانيّة التوافق على اسمٍ مرضيٍّ عليه من “الثنائي” ويحظى بتأييدٍ مسيحيّ عريض. هي مهمّة ليست سهلة أبداً.
وتشير معلومات الـmtv الى أنّ اجتماعاً عُقد بعيداً عن الإعلام في بكركي بين البطريرك مار بشارة بطرس الراعي وفرنجيّة، وكان بحثٌ عميق في الاستحقاق الرئاسي، حيث توقّف الراعي عند شبه الاجماع المسيحي على أزعور، داعياً رئيس “المردة” الى قراءة هذا الأمر. علماً أنّ فرنجيّة، الذي خرج من الاجتماع متجهّم الوجه، أكّد لمقرّبين أنّ البطريرك الماروني قال له، ردّاً على سؤال، إنّه ليس ضدّه.
ونفت المصادر أن يكون حصل لقاءٌ بين الراعي والنائب جبران باسيل، كما سُرّب، مؤكّدةً أنّ باسيل استقبل مساعد البطريرك وليد غيّاض.
وعليه، ستشهد الأيّام المقبلة امتحاناً لأكثر من مسألة: أولاً، متانة التوافق على أزعور. ثانياً، انفتاح بري و”الحزب” على البحث في أسماء أخرى. ثالثاً، نجاح بكركي في مهمّة تقريب وجهات النظر بحثاً عن رئيس. رابعاً، وهو الحاسم، ما سيكون عليه موقف فرنجيّة من التطورات.