كتب عمر حبنجر في “الأنباء الكويتية”:
العد التنازلي لجلسة الانتخاب الرئاسية الثانية عشرة بدأ. ثلاثة ايام وتنطلق المباراة في صندوق اقتراع مجلس النواب، محصورة بين مرشح «الممانعة» سليمان فرنجية ومرشح «المعارضة» جهاد أزعور، مع اللاأمل بنتيجة حاسمة، في ظل استعداد الطرفين، وخصوصا فريق «الممانعة»، للتعطيل، رافعا شعار: «فرنجية او لا احد».
ومع اقتراب اللحظة الحاسمة، لايزال عدد من النواب التغييريين والسياديين والمعتدلين يحجبون موقفهم الحقيقي بذرائع دون مستوى الاقناع، عدا منهم من يصرح علانية بأنه يبحث عن مرشح ثالث. وكان ثمة رهان على مجيء الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الى لبنان قبل جلسة الاقتراع، عله يطرح أفكارا تسهم في تنفيس الاحتقان السياسي القائم حول الرئاسة، إلا أن لودريان عاد وأرجأ حضوره الى ما بعد جلسة 14 يونيو الانتخابية، لأن انقشاع مواقف القوى والاطراف سيكون بالتأكيد أفضل.
وأمام تردد نواب المحور «الرمادي»، رأى رئيس «حزب القوات اللبنانية» د. سمير جعجع أنه لا عتب على محور «الممانعة» في الفراغ الحاصل، بل على النواب الذين من المفترض ان يكونوا ضمن الصف المعارض، ويدعون الاصلاح والتغيير.
وبالتالي، واضح ان جلسة الاربعاء لن تسمح لأي من المرشحين، سواء فرنجية أو أزعور، بالتربع على عرش الرئاسة، في ضوء التعارض السياسي القائم والذي من شأنه أن يطيح بالاثنين معا، ويشق الطريق الى مرشح ثالث، مؤهل للوصول الى قصر بعبدا، المهجور منذ ثمانية اشهر.
والمطروح أن يكتمل نصاب الجلسة الاولى، ودون حصول أي منهما على الاصوات المطلوبة للفوز في الجلسة الأولى، بعدئذ يصار الى تطيير النصاب في الجلسة الثانية كما في الدورات السابقة، بانسحاب نواب «الممانعة»، وبعدها بسحب «التيار الحر» تأييده لأزعور بما يعيده، من حيث حجم الأصوات، إلى مستوى حاصل أصوات سليمان فرنجية، ويتكون في ذلك، مدخل للمرشح الثالث الذي تحدث عنه الرئيس السابق ميشال عون، خلال زيارته الأخيرة إلى دمشق، بحسب قناة «الجديد» التي كشفت عن ان رئيس «التيار» جبران باسيل فاتح نوابه، الخارجين منهم عن ارادته، بشأنه، سعيا الى إقناعهم، لأن تسمية أزعور هي فقط لإسقاط فرنجية.
أما النواب المترددون، من التغييريين والسياديين، الذين من المفترض أن ينضوون في الخط المعارض، ويدعون التغيير والإصلاح، ويرفضون التصويت لأي مرشح، فلديهم خيار آخر كما يبدو، وينتظرون الفرصة المناسبة للإفصاح عنه، ويكتفون بالإشارة الى مرشح ثالث، هو في الغالب قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي يحظى بتقدير دولي وإقليمي وداخلي كبير، بعد اختبار قيادته للجيش وحمايته له من «كوفيد» السياسيين الذي اربك وزعزع كل مؤسسات الدولة الاخرى، عدا فريق «الممانعة»، وبالتحديد «حزب الله» الذي يريد رئيسا يؤمن بثلاثية: الشعب والجيش والمقاومة وحسب.