كتب وليد شقير في “نداء الوطن”:
الساعات الـ72 الفاصلة عن جلسة الأربعاء الانتخابية، يُنتظر أن تشهد الكثير من الحراك النيابي في اتجاهات عدة، قبيل المنازلة – الاختبار التي ستجرى تحت قبة البرلمان لعدد الأصوات التي يمكن أن يحصل عليها كل من رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور.
ولم يعد سراً أنّ إفقاد الجلسة نصاب الثلثين، من قبل نواب «الممانعة» هو الخطوة التي ستؤجل انتخاب الرئيس. النقاش يدور حول ما إذا كان سيتم اللجوء إلى ذلك قبل الدورة الأولى من الاقتراع، أو قبل الدورة الثانية. بات معظم الأوساط يتوقع أن تبقى الجلسة غير فعالة في إنتاج رئيس.
الأيام القليلة الماضية شهدت حراكاً ملفتاً بعضه معلن وجزء منه جرى بعيداً من الأضواء، في محاولة للتخفيف من الوطأة السلبية للمنازلة التي ستحصل. ومن وقائع هذا الحراك، وفق بعض المصادر الوثيقة الصلة باتصالات ومداولات، حصلت يمكن ذكر الآتي:
– إنّ ردة فعل «الثنائي الشيعي» السلبية ضد «التقاطع» بين قوى المعارضة وبعض المستقلين والتغييريين على اسم أزعور ولا سيما من بعض من يدورون في فلك «حزب الله»، فاقت المتوقع، إلى درجة تركيب ملفات ضده حين كان وزيراً للمال في حكومة الرئيس فؤاد السنيورة عام 2006، تارة واتهامه بأنه يأتمر بأوامر أميركا، إلى غيرها من المعزوفة.
– دفعت الحملة بعض الساعين لخيار أزعور والذين يعملون لصالحه في الكواليس ومن خارج الاصطفافات الحاصلة بين الممانعين والمعارضين، إلى جس النبض حول تبديد الحملة عليه. وذهب بعضهم إلى حدّ استمزاج الرأي حول إمكان تأجيل جلسة الأربعاء لتفادي تحولها إلى محطة صدامية. لكن فكرة كهذه لم تنجح لا سيما أنّ رئيس البرلمان نبيه بري كان أعلن أنّ كتلته وحلفاءه سيحضرون الجلسة ويصوتون لصالح فرنجية ولن يستخدموا الورقة البيضاء، طالما أعلن تأييد ترشيحه. كما أنّ الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله أبلغ المطران بولس عبد الساتر حين التقاه موفداً من البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي ذلك أيضاً. وبهذا يكون «الثنائي» ردّ على الحملة ضده بأنه يحول دون اجتماع البرلمان لانتخاب الرئيس.
– طرح بعض الساعين إلى تأجيل مواجهة صدامية في جلسة الأربعاء بفعل الحملة على أزعور، فكرة أن يقترح الرئيس المستقيل لـ»الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط على بري تأجيل الجلسة من أجل المزيد من المداولات، إلا أنّ هذه الفكرة لم تلقَ قبولاً.
– تردد أنّ أزعور نفسه كان استبق الحملة ضده، بأن طلب إلى بري، حين التقاه قبل مغادرته بيروت الأسبوع الماضي، معرفة حقيقة موقف «حزب الله» من الاتفاق بين القوى المعارضة و»التيار الوطني الحر» على اسمه، لكن بري الذي كرر له أنّ «مرشحنا سليمان فرنجية»، اقترح على أزعور أن يسعى بنفسه إلى التواصل مع «الحزب» لهذا الغرض، كونه المرشح المعني. وحين أجرى وسطاء اتصالات مع قيادة «الحزب» في هذا السياق، رحبت الأخيرة بذلك للاستماع إلى ما لدى أزعور وانتظرت حصول الاتصال، الذي جرى لاحقاً واقتصر الحديث خلاله على تأكيد أزعور اعتماده التواصل والحوار وقال كلاماً عاد فكرره في لقائه مع مجموعات اغترابية بأنه «لا يعتبر نفسه مرشحاً معارضاً، وهو منفتح على الالتقاء والتحاور والدخول في النقاشات مع جميع الأطراف». وبقي الاتصال عند هذه الحدود.
قد لا يكون اختبار عدد الأصوات بعد غد مهماً في إيصال أي من المرشحين إلى المنصب، لأن ملء الفراغ الرئاسي يحتاج إلى تسوية سياسية قبل أي شيء، بات من الضروري أن تكون إقليمية بغطاء دولي، خلافاً لكل ادعاءات لبننة الاستحقاق، لكنّه قد يكون مفيداً للفريق الذي تقاطع على اسم أزعور من أجل التسلّح بالأرقام في أي تفاوض على تسوية تعقب الجلسة، لا يبدو أفقها واضحاً، رغم كثرة التكهنات عن التحضير للتحرك الخارجي الساعي إلى اسم ثالث، على افتراض أن يكون الفريقان الداعمان لكل من فرنجية وأزعور اقتنعا بأنّ مرشحيهما غير قادرين على الوصول.
بدأ كُثر يجسون النبض حول الإسم الذي يمكن أن تقع عليه التسوية ويطرحون هذا أو ذاك من المرشحين، في وقت ليس وارداً لدى القوى الرئيسة وفي الطليعة «الثنائي الشيعي» أن توافق على بعض من يجري التداول بأسمائهم كخيار ثالث. بعض الأسماء التي لها وزنها يلقى اعتراضاً من «الثنائي» يبلغ مرتبة الفيتو. وبعضها الآخر يتردد أنه يلاقي مقبولية لدى «الحزب».