IMLebanon

جلسة الأربعاء… هذه السيناريوهات المتوقعة

كتبت يولا هاشم في “المركزية”:

تصاعدت في الساعات الماضية حدة الخطابات والمواقف السياسية لحزب الله وحلفائه عشية جلسة الانتخابات الرئاسية، واستعارته عبارات التخوين لخصومه السياسيين المعارضين لترشيح سليمان فرنجية، كانت أقوى وقعاً على الساحة السياسية. حيث اعتبر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان ان “لعبة قاتل ومقتول مغامرة كبيرة بل مقامرة كبيرة وتركيب البلد على السكة الطائفية نحر له والاسترزاق عند واشنطن هو خيانة”، مشيرا إلى أن “الإختلاف  السياسي أساسي ومقبول الا ان اللعب لصالح واشنطن ومشاريعها التمزيقية مرفوض”، ومحذرا من “لعبة الانتقام والثأر ومعاداة المقاومة”. من جهته، رأى عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق ان “الذين كانوا يتهموننا بفرض رئيس للجمهورية، يعملون أنفسهم اليوم على فرض رئيس للتحدي والمواجهة دون موافقة القوى الأساسية في البلد، ويريدون أن يجربوا المجرب”. لكن هل هكذا تدار اللعبة الديمقراطية؟

عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم يقول لـ”المركزية”: “لا شك أنهم يشبهون الايديولوجيا التي ينطلقون منها، والمنبثقة بدورها من النظام الايراني والثورة الايرانية المدعومة بفقهيات تصدر من ايران وتُنشَر في المنطقة، وهم أفضل مثال لهذه الايديولوجية. لكن بالطبع لا يمكن تطبيقها في لبنان رغم أنهم كانوا يخفونها سابقاً، لأنهم كانوا يعتمدون أسلوب الخبث والتسلل الى داخل المجتمع اللبناني بكامل فئاته والى الدولة الرسمية. اليوم، عندما انفضحوا وتكتل بوجههم اصطفاف سياسي أوقفهم ومنع استمرار قبضهم على الدولة ومصادرتها، بدأوا يكشفون أوراقهم ويتحدثون باللغة الحقيقية التي يؤمنون بها، وليس تلك التي كانت تُستخدم سابقا وتحمل الكثير من المسايرة والخبث وتمرير المخططات بطريقة ملتوية”.

ويعتبر كرم ان “الفريق الممانع اليوم في وضع مأزوم سياسيا، ليس فقط في موضوع المعركة الرئاسية التي هي وجه من وجوه المعركة السياسية الاستراتيجية الكبرى لتحديد هوية هذا الوطن وثقافته. وإذا كان هذا الفريق مصرّ على ان يبقى منتمياً الى ايديولوجية غريبة عن لبنان، فإن الأمور من هذا المنطلق لا تستطيع ان تستمر كما هي الآن وستنهار أكثر فأكثر التركيبة التي اتُفق عليها بين اللبنانيين أكان عند إعلان الاستقلال او في اتفاق الطائف”.

هل يمكننا أن نعتبر أن اللبنانيين اليوم أصبحوا أكثر وعيا على الخطر المحدق بلبنان وان مرحلة التغيير بدأت، يجيب كرم: “لطالما كان لدى اللبنانيين الوعي الكافي، ودوماً كان هناك أفرقاء يعون ما يقصده او يريده او ما يخطط له محور الممانعة في لبنان، لكن كانوا غير متمكنين لهذا التوازن الذي بدأ يتأمن اليوم من خلال تضافر جهود عدد من الأفرقاء وتكافلهم وتوحّدهم وتمسّكهم مع بعضهم البعض، وبمساندة مروحة واسعة من الأفرقاء اللبنانيين الذين أصبحوا يعرفون ان المعركة وجودية”.

وعن مسار الجلسة الاربعاء يقول: “هناك سيناريوهات عديدة محتملة، ستظهر تباعاً من اليوم حتى موعد الجلسة، تحددها الظروف والبونتاجات. لكن لا شك ان محور الممانعة إذا تأكد ان الفارق سيكون كبيراً بين مرشح المعارضة جهاد أزعور ومرشحه سليمان فرنجية، قد يلجأ الى نوع من التعطيل بطريقة او بأخرى، برغم ان العيون مفتحة عليه وورقته أصبحت مكشوفة وأسلوبه أيضاً، ويتجلّى ذلك بالتصريحات العالية النبرة والتهديدية والتخوينية التي تنطلق من مسؤوليه، وربما تحضيراً لشيء ما، إذا ما تأكدوا ان الفارق سيكون كبيراً. وهم يحاولون اليوم تخفيض عدد المؤيدين لأزعور ويحاولون كسب بعض الأصوات لمرشحهم، بطريقة او بأخرى، مشروعة وغير مشروعة. فإذا استطاعوا تضييق هذا الفارق لن يكون لديهم مشكلة ان تنعقد الجلسة لأن عندها يمكنهم ان يثبتوا مقولة عدم جدية المعركة”.

هل تساعد تصريحات أزعور التي أطلقها في اليومين الماضيين في زيادة الاصوات المؤيدة له، يقول كرم: “نحن نعمل على ذلك، والتوقعات يمكن ان تظهر من اليوم حتى يوم الاربعاء، لكن الآن الاتصالات والتفاهمات متواصلة مع بعض النواب المستقلين. الكتل الكبيرة حسمت أمرها، يبقى هناك بعض النواب المستقلين والكتل الصغيرة التي يحصل تواصل بيننا وبينها والتي أصبحت تُظهر أكثر فأكثر ايجابية باتجاه المرشح أزعور”.