IMLebanon

بين تصعيد فرنجيّة ووسطية أزعور: مَن سيختار النواب؟

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

على مسافة 24 ساعة من جلسة الانتخاب المحددة غدا الاربعاء، لا يزال جزء من الصورة الانتخابية غير واضح وسيبقى كذلك الى ان يرفع رئيس مجلس النواب نبيه بري الجلسة، هذا اذا عقدت. وعشية اليوم المفصلي هذا، أدلى كل من المرشحَين المتنافسَين بدلوه رئاسيا، في معطًى يجب ان يأخذه النواب المترددون حتى الساعة، ومَن حددوا خياراتهم ايضا، في الاعتبار، قبل ان يُنزلوا اوراقهم في صندوقة الاقتراع.

ففي كلمة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الاحد، أكد الرجل انه محسوب على فريق سياسي معين في البلاد هو فريق 8 آذار بقيادة حزب الله، الا انه اعلن في الموازاة، أنه سيكون رئيسا لكل اللبنانيين في حال وصل الى بعبدا. الى ذلك، هو انتقد خصومه جميعهم، مِن القوات اللبنانية الى التيار الوطني الحر والكتائب والتغييريين، وصوّب ايضا على منافسيه الرئاسيين الفعليين والمحتملين.

ووفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، فإن زعيم المردة الموجود في الحكم، شخصيا، وعبر وزراء منذ اكثر من عشرين عاما، اعتبر المرشحَ جهاد ازعور “ابن المنظومة” وانتقده انطلاقا من كتاب التيار الوطني الحر “الإبراء المستحيل”، واصفا اياه “بوزير مالية الابراء المستحيل” ومِن دور “شقيقه” في مشاريع سدود ومطامر… ولم يخل كلام فرنجية من التهكّم والسخرية ايضا. ففي معرض تعليقه على الحديث عن ترشيح الوزير السابق زياد بارود، وصفه بـ”النعنوع”.

وهنا، تسأل المصادر “هل تجوز محاسبة الخصوم انطلاقا من ممارسات مفترضة لذويهم؟ وهل يجوز لرئيسٍ محتمل ان يتحدث بسخرية عمّن لا يعجبه اداؤهم؟ وقد أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي امس ان “الترشح والترشيح حقّ ديمقراطيّ دستوريّ واحترام المرشحين في كراماتهم حقّ أخلاقيّ أساسيّ للعيش معًا بسلام وثقة وتعاون في سبيل وطننا الواحد”.

على الضفة المقابلة، اصدر المرشح ازعور امس بيانا، كان بسيطا في لغته وخاطب فيه الشعب اللبناني مؤكدا انه مِنهم وانه انطلق من بيت متواضع استثمر في تعليمه فقط، وذلك في رد “مهذّب” على مَن يعيب عليه، الترشح في وجه مرشّح أقر بنفسه الأحد، ان البعض يعتبره “إقطاعيا” لانه وريث عائلة سياسية. في الموازاة، اعلن ازعور انه ليس مرشح تحد قائلا “لا أريد لترشيحي أن يكون تقاطع الحد الأدنى بين مواقف ومشاريع القوى السياسية المختلفة، بل تلاقي الحد الأقصى بين أحلام اللبنانيين واللبنانيات بوطن نستحقه جميعًا، سيداً حراً مستقلاً مزدهراً”، وطن نستطيع فيه أن نستعيد تألق التجربة اللبنانية المهددة بالاندثار، بمعناها وصورتها ومؤسساتها وعناوين نجاحها كافةً.

واعلن انه يمد يده للجميع ولا يريد عزل اي من المكونات وذلك في رد غير مباشر على خطاب حزب الله ومنطقه، فقال “قرأت وسمعت وتابعت الكثير من الكلام على مخاوف البعض من مشاريع عزلٍ تتحضر. أيها اللبنانيون واللبنانيات، ألا ترون معي أننا ونحن نتلهّى بخطابات الانقسام والتخويف بعضنا من بعض، بات بلدنا برمته معزولاً عن كل مسارات التصالح والتقارب والتحديث الحاصلة في المنطقة؟ كلنا معزولون معاً عن العالم، وكلنا معنيّون بفك عزلة بلدنا ما أمكن”.

أزعور حدد ايضا، وإن بإيجاز، الخطوط العريضة لولايته في حال انتخابه “انا في مهمة بسيطة وكبيرة في آن واحد، هي الخروج في أسرع ما أمكن من الوضع الشاذ الذي نحن فيه، والتأسيس لمستقبل مزدهر يعود فيه لبنان مصدر إشعاع وريادة بفضل قدرات أبنائه وشبابه العلمية والثقافية”. وتمسّك باعادة بناء الدولة وعلاقات لبنان بالعالم “ترجمة هذا الطموح إلى واقع تحتاج إلى مجموعة مقوّمات، في مقدّمها الاستقلال التام عن أي تدخلات خارجية، وحماية الأرض والسيادة الكاملة، واعادة الأعتبار للدولة ومؤسساتها، والالتزام بالدستور، وتحصين وثيقة الوفاق الوطني من خلال تطبيقها كاملةً بكل مندرجاتها، لكونها المساحة المشتركة الفضلى والقاعدة الحقيقية للعيش معاً. كذلك سأعمل بالتعاون مع الجميع على إعادة وصل ما انقطع مع محيطنا العربي ومع دول العالم الأخرى”.

يمكن القول اذا، ان الرجل خاطب العقل بعيدا من الغرائز والعواطف وتحدث بكل لياقة، كما حدد، في صورة موجزة، نظرته لكيفية الخروج من الازمة ومشاريعَه في حال اصبح رئيسا.

عليه، وبعد ان باتت المواجهة محصورة في شكل رئيسي بين فرنجية وازعور، وبما ان لا حظوظ الاربعاء لاي مرشح ثالث يتم التصويت له، بالوصول الى القصر، أين وجد اللبنانيون وبالتالي نوابُهم، أنفسَهم ومصالحَ البلاد والعباد اكثر؟ أفي كلمة فرنجية ام بيان أزعور؟