جاء في جريدة “الأنباء” الالكترونية:
على بعد ساعات من موعد الجلسة النيابية المقررة لانتخاب رئيس الجمهورية، غداً الاربعاء، والتي لن تحمل الكثير من المفاجآت بعدما بات مشهد تقسيم الاصوات شبه مكتمل، ثمة من يعمل في هذا الوقت على النفخ في بوق التوتر تحت مسمّيات مختلفة، ويتلطى خلف سيناريوهات مُختلَقة لا صحة لها، يسعى من خلالها ذلك إلى ضرب جسر تواصل وطني متين تشكّله العلاقة التاريخية بين رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، وهذا البعض الذي تسيئه متانة هذه العلاقة والأهم صراحتها ووضوحها مهما كانت الاختلافات، إنما يحاول عبثاً أن يقطع هذا الخط المستمر لكي يأخذ البلاد إلى أجواء مشحونة تخدم أجندةً مشبوهة في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد.
وإذا كانت خطوط جنبلاط – بري ليست مقطوعة، من دون تسجيل حركة طلب مواعيد أو رفضها على ما فبرك أحدهم، فإن مثل هكذا علاقات يجب أن تبقى نموذجاً على مستوى كل القوى السياسية المسؤولة عن مد جسور الحوار مهما كانت التباينات والخلافات، والمُطالَبة بوقف خطابات التوتير والشحن والتحريض والتهويل، خصوصاً وأن جلسة الأربعاء ليست آخر المطاف على ما يبدو في سياق السباق الرئاسي المستمر دون نتيجة بفعل غياب التوافق وغياب الإرادة الحقيقية لإنهاء الشغور الرئاسي.
وفي السياق الرئاسي، علّق عضو تكتل الجمهورية القوية النائب نزيه متى على كلام المرشح سليمان فرنجية، فاعتبر متى في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية ان “كلامه غير مقبول لا بالشكل ولا بالمضمون”، وقال: “كان من الأجدى أن يتقدم فرنجية المرشح لرئاسة الجمهورية بمشروع ورؤية لبلدٍ يتخبط بالأزمات والمحن، بدل التلهي بالتهكم والتنمر والانتقاد والتعيير لشتى مكونات الوطن، وكأنه غير معني بطرح حل يقدمه للبنانيين يعيد ثقتهم بوطنهم”.
وأضاف متى “هذا هو الفرق بين مرشح المناورة وبين مرشح الجامع والتحدي”، سائلا: “هل فرنجية مرشح للرئاسة أم لبلدية زغرتا؟ فمن كان لديه بعض الأمل من النواب بتأييد فرنجية بعد سماعه لهذا الخطاب فقد كل أمل بإمكانية انتخاب هكذا نوع من المرشحين”.
بدوره، المرشح جهاد أزعور وبعد اطلالة فرنجية، خرج عن صمته، ورد لأول مرة في الملف الرئاسي، مؤكداً أنه “ليس سليل عائلة سياسية عريقة، بل أنه ابن التجربة اللبنانية المزدهرة”، مؤكداً أنه “ليس بمرشح تحدٍّ بل التحدي هو استعادة هذه التجربة”، وأن ترشيحه “دعوة إلى كسر الاصطفافات والبحث عن الجوامع المشتركة”، مطالباً اللبنانيين بأن يكونوا جزءاً من هذه المغامرة لضمان مستقبل مزدهر، مستطردا “سأكون جسر العبور نحو المستقبل، والتصالح، وضمانة العيش الواحد”، داعياً للحوار بين جميع المكونات ومشدداً على انتماءه لمدرسة التلاقي.
وتعليقاً على بيان أزعور قال متى: “ربما البيان لا يحقق كل طموحنا، لكن من الممكن أن يحقق جزءا من المشروع السياسي المتعلق بالاصلاح بنوع خاص. ومن الواضح أن أزعور أراد أن يقول هذا برنامجي وأريدكم أن تصوّتوا لي على أساسه”.
وبذلك تكون قد اكتملت عناصر المنازلة البرلمانية غداً، التي ستكون محطة مفصلية في مسار الاستحقاق وما بعدها طبعاً لن يكون كما قبلها.