جاء في “نداء الوطن”:
غداً الخميس يوم آخر، بعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية اليوم، التي تدور رحاها بين مرشحَين يتلاقيان في السن (57 عاماً)، لكنهما على طرفَي نقيض في كل ما يتصل بخوضهما السباق.
الأول، سليمان فرنجية مرشح “الثنائي الشيعي”، يفاخر بإنتمائه الى محور الممانعة، وانه بفضل علاقاته الوثيقة بالرئيس السوري بشار الأسد والأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، قادر على مواجهة تحدّيَي النازحين السوريين وسلاح “الحزب”، ولكن من دون وعود بنتائج حاسمة.
الثاني، مرشح تقاطع المعارضة والتغييريين والمستقلين، يتمتع بعلاقات واسعة عربياً ودولياً، ولكونه رجلاً إصلاحياً يمكنه طرح برنامج إنقاذي للبلاد، ويحافظ على علاقات لبنان بالخارج، وينطلق من الدستور في ممارسة مسؤولياته.
في خلاصة ما يعد به فرنجية، هو انه ينتمي الى مشروع من رشّحوه، أي الدويلة التي تعتبر نفسها كياناً قائماً بذاته. وفي المقابل، يعلن أزعور انه ينتمي الى الدولة، فقط لا غير، والتي تشمل اللبنانيين كافة.
ساحة النجمة تشهد ليوم محطة اساسية من استحقاق رئاسي في زمن انهيار المؤسسات والاقتصاد، وفي نهاية الدورة الأولى من الجلسة الـ12 ستتظهّر توازنات تفضي الى فتح خيارات جديدة لاختيار رئيس، أو إغلاقها على شغور طويل.
وقبل ساعات من عودة النواب إلى البرلمان للمشاركة في الجلسة، تشير التقديرات إلى أنّ الفارق بين المرشحَين قد يبلغ عشرة أصوات، حيث من المرجح أن يلامس أزعور عتبة الـ60 صوتاً، فيما يعمل “الثنائي” على تأمين ما يصل الى عتبة الـ51 صوتاً لفرنجية. وفي الوقت نفسه، يفترض أن تلعب الأوراق البيضاء، أو ما يعادلها، دوراً جدياً في تقليص الفارق بين المرشحَين.
ووفق المتابعين فقد مارس “الثنائي” ضغوطاً كبيرة على نواب متردّدين أو مستقلين للحؤول دون تصويتهم لصالح أزعور، وقد أقنعوا قسماً منهم بوضع ورقة بيضاء في الصندوقة من باب تقليص الفارق. وقد أكد المتابعون أنّ انعدام التدخل الخارجي، وتحديداً من جانب المملكة السعودية، ترك اللعبة الداخلية تأخذ مجراها، الأمر الذي قد يؤدي استطراداً إلى تسرّب بعض أصوات النواب السنّة لمصلحة فرنجية.