كتب عيسى يحيى في “نداء الوطن”:
انقضى العام الأول على إجراء الانتخابات النيابية في أيار عام 2022، وانقضت معه آمال اللبنانيين في أن تشكّل نتائجها نقلة نوعية على صعيد التركيبة السياسية والمشهد العام في البلاد، غير أنّ الواقع الحالي وما تحقّق لم يزد المواطنين إلا إحباطاً واستسلاماً لما تقرّره الطبقة السياسية.
منذ الساعات الأولى لانتهاء عمليات الفرز وصدور النتائج، كان السؤال الذي يتردّد في أذهان اللبنانيين ومنهم أبناء البقاع، هل يتغيّر شيء في المشهد السياسي اللبناني؟ وهل توقظ الأزمة التي اشتعلت شرارتها الأولى في تشرين الأول 2019 ضمائر النوّاب؟ وهل يعوّل عليهم في اجتراح الحلول لإعادة نهوض لبنان، وانطلاق مسار الإصلاح، وإعادة حقوق الناس، والإهتمام بشؤونهم وشجونهم؟ ولم يتبدّل المشهد في بعلبك الهرمل منذ عام 2000 حيث قسّم البقاع إلى ثلاث دوائر انتخابية (بعلبك الهرمل، زحلة والبقاع الأوسط، البقاع الغربي وراشيا) بعدما كان دائرة واحدة، وإن اختلف قليلاً بعد اعتماد النظام النسبي حيث حصد تيار “المستقبل” مقعداً سنّياً من أصل اثنين عام 2018 وخسره عام 2022، وحافظت “القوات اللبنانية” على المقعد الذي استردّته من المحدلة الإنتخابية عام 2018، وفازت به مجدّداً العام الماضي.
“المشهد السياسي في بعلبك الهرمل نموذج عن المشهد العام في لبنان”، وفق ما يقول متابعون: “فالوجوه لم تتبدّل إلا قليلاً على مدار الندوات البرلمانية المتعاقبة، ووصل الأمر عام 2018 إلى تحدّي الشارع بتثبيت الأسماء نفسها يوم طالب الناس بالتغيير، وعام 2022، ومع انسحاب تيار”المستقبل” والتشتّت السنّي عاد “حزب الله” وصادر النائب السنّي الذي فاز به “المستقبل” عام 2018″. ويتوقفون عند أداء النائب “المستقبلي” على مدار أربع سنوات، والذي “لم يقدّم أو يؤخّر في العمل البرلماني بشيء، أو العمل الاجتماعي والوقوف الى جانب الناس ومساعدتهم، ولا سيّما أبناء بلدته عرسال.
ويضيف المتابعون: “إنّ الأداء الحالي وما قدّمه نوّاب المنطقة لا يختلفان عن سابق الدورات، فمشاريع البرامج الإنتخابية غابت بعد النتائج، ولا يذكر أي مواطن أن قدّم هؤلاء مشروع قانون نفّذ، وأتى بالخير على المنطقة جمعاء، بل يتكرّر السيناريو على مدى الأيام والأشهر، إجتماعات ولقاءات دورية لا تنتج حلولاً، وأبسط الأزمات التي يعانيها الناس من ماء وكهرباء، وإقفال فروع المصارف في بعلبك الهرمل، ومعاناة التنقّل الى زحلة وشتورة لقبض الرواتب، والفساد المستشري في دائرة النفوس وإهانة الناس، وغيرها الكثير، لم يتمكّن هؤلاء من إيجاد الحلول لها”.
ويختم المتابعون بالقول “إنّ بعض نواب المنطقة يتعامل على الطريقة اللبنانية التقليدية في مقاربة المواضيع والملفات، من حيث الزيارات التقليدية التي يقومون بها، أو البيانات التي يصدرونها بين الحين والآخر متناسين هموم أبناء بعلبك الهرمل، ومعوّلين على إعادة اختيارهم من منطلق حزبي وعشائري – عائلي”.