IMLebanon

السياديون أثبتوا قوة الموقف

كتب يوسف فارس في “المركزية”:

فرض السياق المتسارع للتطورات الداخلية المتصلة بالملف الرئاسي تموضعا جديدا على خط ملء الشغور وجد ترجمة له في الجلسة الثانية عشرة للانتخاب التي آلت الى محطة ضبابية تنعدم معها الوجهة التي سيسلكها هذه الملف في قابل الايام، اكان في اتجاه حسم انتخاب رئيس جديد للجمهورية بالتوافق، ربطا بالدفوعات الخارجية وتحديدا الفرنسية – السعودية، او في اتجاه اخر يبقي البلاد رهينة التناقضات والارادات المتصادمة المؤشرة لبقاء الرئاسة الاولى في مستنقع التعطيل والتعقيد.

ومع عدم دعوة رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى جلسة انتخاب جديدة بعد جلسة الرابع عشر من الجاري التي شكلت للمتصارعين في الحلبة الرئاسية مسرحا لحشد قواهم استعدادا ليوم الحسم الاخير الذي سيتحدد فيه المنتصر من المهزوم، وهو مستبعد مع التدخل الفرنسي ومسارعة بري فور انتهائها بالدعوة مجددا الى الحوار من دون شروط تتقاطع فيه ارادات حول رؤية مشتركة لكيفية انجاز الاستحقاق. الا ان السؤال الاساس يبقى وسط هذا الانقسام العامودي الحاصل على الخط الرئاسي ماذا بعد  الجلسة الاخيرة التي كانت شبيهة الى حد بعيد بالجلسات السابقة.

النائب اديب عبد المسيح يقول لـ “المركزية” في هذا الاطار: صحيح ان الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس الجمهورية كانت بمثابة مبارزة سياسية بين محوري الممانعة والسياديين ولكنها انتهت الى التأكيد على صلابة وقوة الفريق السيادي وقوله كلمة الفصل في الاستحقاق الرئاسي في حال الذهاب الى التوافق على الرئيس العتيد للبلاد. اضافة، فهي اظهرت للجميع في الداخل والخارج عزم الطرف الاخر على التعطيل فهو انسحب من الجلسة قبل الانتهاء من عملية فرز الاصوات في الدورة الاولى بعدما تبين له امكانية فوز المرشح جهاد ازعور في الدورة الثانية اذا انعقدت.

وعن عدم قبولهم بالحوار والتوافق منذ البداية يقول: هناك فرق كبير بين الامس واليوم. كانوا يعتقدون ان موقفنا ضعيف وانهم قادرون على فرض املاءاتهم علينا ولكنهم تأكدوا بالامس مدى قوة موقفنا. هناك فرق كبير بين ان نذهب للمفاوضات بموقف  قوي او بأخر ضعيف. وحتى اذا اراد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي التوسط مجددا بين الافرقاء يمكنه الانطلاق من قوة الموقف المحقق للفريق السيادي في جلسة الانتخابات الاخيرة.

وعن الوساطة الفرنسية لتقريب وجهات النظر يقول: ننتظر وصول الموفد جان ايف لودريان وما يحمله معه من طروحات. علما اننا كفريق سيادي نفضل ان يكون رئيس الجمهورية من صنع لبناني سيما وان الفريق الممانع لا يخفي ارتباطه بالخارج وتحديدا ايران والذي بات لبنان نتيجة مواقفه معزولا عن العالم.