كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
يُعتبر الزنك معدناً أساسياً يستخدمه الجسم لدعم الجهاز المناعي ووظائف الخلايا. تعني كلمة «أساسي» أنّ الجسم لا يستطيع صنعه بمفرده، لذلك من المهمّ الحصول عليه من مصدر خارجي مثل الطعام أو المكمّلات الغذائية.
رغم أنّ الزنك يلعب دوراً مهمّاً في العديد من وظائف الجسم الداعمة للحياة، لكنّ الإنسان لا يحتاج إلى الكثير منه. ومع ذلك، تعتمد الحاجة أيضاً على ما يحدث في الحياة. على سبيل المثال، إنّ الزنك مهمّ لتكاثر الخلايا، ما يعني أنّه ضروري في أوقات النمو السريع للخلايا كمرحلة المراهقة، والحمل، والتئام الجروح.
قالت اختصاصية التغذية بيري هالبرين، من مدينة نيويورك، إنّ «أهمّ فوائد الزنك تشمل تحديداً دعم جهاز المناعة والمساعدة في التئام الخلايا التالفة. ويبدو أنّ أكبر فائدة للزنك تكون عند الأشخاص الذين يعانون نقصاً فيه ولديهم أيضاً جروح خطرة، لذلك يحتاجون إلى جرعات أكبر».
وتابعت حديثها: «كذلك ثبُت أنّ أقراص الزنك تقصّر فعلياً مدّة الإصابة بنزلات البرد عند تناولها في غضون 24 ساعة من ظهور الأعراض. حيث تبيّن أنّ شدّة نزلات البرد لا تتغيّر، لكنّ طول الفترة الزمنية الذي يستمرّ فيه هذا المرض يصبح أقصر».
وبالنسبة إلى مصادره الطبيعية، أشارت هالبرين إلى أنّ «إدخال ثمار البحر إلى النظام الغذائي يعني الحصول على كمية كافية من الزنك. يُعتبر المحار الأغنى بهذا المعدن، بحيث يمكن الحصول على نحو 291 في المئة من القيمة الموصى بها يومياً للزنك في حصّة واحدة. كذلك يقدّم السلطعون، والقريدس، والسردين جرعة جيّدة من الزنك، بالإضافة إلى لحوم البقر والخنزير والحبش. أمّا بالنسبة إلى مصادر الزنك غير الحيوانية فتشمل رقائق الفطور المدعّمة، والشوفان، وبذور اليقطين، والجبنة، والعدس».
وصحيحٌ أنّ تلبية الاحتياجات اليومية للزنك ليس بهذا الأمر الصعب، لكنّ العديد من الأشخاص يعانون من نقص فيه. ووفق هالبرين، «قد يرجع السبب إلى عدم كفاية المدخول الغذائي، أو سوء الامتصاص نتيجة أمراض معيّنة مثل متلازمة القولون العصبي أو التهاب الأمعاء. كما أنّ الذين خضعوا أخيراً لعملية جراحية تعالج البدانة، قد يكونون عرضة لنقص الزنك. وبما أنّ المأكولات الأغنى بهذا المعدن ترتكز على اللحوم، فإنّ النباتيين بدورهم عرضة لانخفاض الزنك، والذي تشمل أعراضه فقدان التذوّق أو الشمّ، وضُعف الشهيّة، والكآبة، وانخفاض المناعة، وتأخّر التئام الجروح، وتساقط الشعر، والإسهال».
وفي ما يخصّ المكمّلات الغذائية، أكّدت اختصاصية التغذية، أنّ «الطريقة الأمثل لاستمداد المغذيات تكمن من خلال الالتزام بحمية متوازنة. ومع ذلك، قد يستفيد بعض الأشخاص من مكمّلات الزنك، خصوصاً الذين شُخّصوا بنقصه أو المعرّضين للخطر. لكن يجب الحذر عند تناولها تفادياً لسُمّية الزنك. يعني ذلك أنّه يجب عدم تخطّي 40 ملغ من الزنك في اليوم. إنّ المبالغة في الكمية قد تسبّب التقيؤ، وانخفاض الشهيّة، وأوجاع المعدة، والصداع، والإسهال. كما أنّ الزنك قد يتداخل مع قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية الأساسية الأخرى مثل النحاس والحديد».
كذلك أوصت هالبرين بـ»التحدّث إلى الطبيب قبل بدء تناول مكمّلات الزنك، لأنّها قد تتعارض مع امتصاص عقاقير أخرى مثل المضادات الحيوية، وعلاجات التهاب المفاصل الروماتويدي».