IMLebanon

العين على تجدُّد الحراك الخارجي للتفاهم على رئيس توافقي

كتبت كارول سلوم في “نداء الوطن”:

أياً تكن القراءات السياسية التي خرجت بها جلسة الإنتخاب في مجلس النواب، تبقى النتيجة واحدة: القدرة على إنجاز الإستحقاق الرئاسي معدومة بشكل تام. بالأمس كانت المنازلة بين فريقي المعارضة والممانعة على اشدها والأسلحة التي استخدمت من مواقف وردود فعل وورقة من هنا ورقم ضائع وغير ذلك أظهرت أن المعركة قد تحتدم من دون تسمية هذا الفريق أو ذاك بالمنتصر. وليس مستبعدا أن يستمر الأمر على هذا المنوال لوقت لا بأس به، وفي السياق عينه، تتكرر الدعوة إلى الحوار الداخلي بهدف التوافق على اسم مرشح، إنما ما يقوله الأفرقاء لا يشي بإستعدادهم للتنازل والتقاطع على الشخصية المطلوبة. وانطلاقا من ذلك قد يتكرر الفشل في عملية الإنتخاب للمرة المئة.

في حسابات بعض افرقاء المعارضة أن المعركة متواصلة من خلال المرشح جهاد ازعور وفي حسابات الممانعة لن يكون هناك من أي تراجع عن دعم الوزير السابق سليمان فرنجية. وسيخرج في وقت قصير كلام عن أن دعم ازعور سيصبح من الماضي وبالفعل بدأ الترويج لذلك وانطلقت اخبار النفي.

ما عكسته المواقف الخارجية من خيبة أمل جراء الفشل من الانتخاب في هذه الجلسة بدت متوقعة في حين أن ترددات هذه الجلسة في اعتقاد البعض تبقى قائمة إلى حين بروز العكس، أما ما هو مرتقب في اعقاب الجلسة الرقم ١٢ ليس معلوما لاسيما أنها تعد الجولة الأولى من المقارعة بين ازعور وفرنجية وفق ما يعتبره البعض بعدما حصدا سكورات متقاربة يعني لو أن الأصوات التي توزعت بين لبنان الجديد وغير ذلك جيِّرت لأحد المرشحين لكان الفوز في الجيبة. وهنا يكمن السؤال عن إمكانية الضغط في اتجاه تبديل خيارات هؤلاء النواب أو فتح حوار معهم.

واذا كان الخرق الميثاقي قد سجل أيضا في الجلسة من خلال التصويت الشيعي المكتمل لفرنجية مع بعض أصوات كتلته وأخرى متفرقة او من خلال التصويت المسيحي الاكبر لأزعور فإن لا حل لذلك الا بالتفتيش مجددا عن شخصية تحظى بالأصوات اللازمة من قبل هذين المكوِّنين.

وتقول مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» أن المرشحين يعرفان الأمر جيدا وأن ما حصلا عليه من أصوات يدفع في السير قدما وجلاء ما يبرز من توجهات اقله في هذه الفترة، فتحديد جلسة انتخاب جديدة في القريب العاجل دون ترك مسافة زمنية للنقاش الفعلي عما حصل يعني أن السيناريو نفسه يتكرر، اما عدم توجيه الدعوة فيبقى خيارا مستبعدا إلا إذا نشطت الاتصالات للتحضير لمسعى جديد، وهذا أمر ليس واضحا أيضا، معتبرة أنه لا يمكن في الوقت عينه التغاضي عن أي حراك خارجي وما قد يخرج عنه.

وتعتبر هذه المصادر أن كُلًّا من ازعور وفرنجية يختبران قدرتهما على «النفس الطويل» في هذه المعركة ، فالإنسحاب منها مبكرا ليس بالفكرة الجيدة لاسيما أن التصويت لهما لايزال في بدايته وإن داعميهم لم يقرروا الخطوة التالية بعد، وتشير إلى أن زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الذي لم يشِ بموعد قدومه إلى بيروت حتى وإن لم يستبعد البعض قيامها في الاسبوعين المقبلين،ومن المتعارف عليه أن الإعلان عنها يتم من الرئاسة الفرنسية باعتباره موفدا رئاسيا. وهنا تفيد المصادر أن لودريان كوَّن رأياً بشأن ما دار في جلسة الإنتخاب، وقد تتيح له اللقاءات التي يعقدها المزيد من الإطلاع على مجريات الأمور على ان يبدأ بعدها التشاور مع الأفرقاء المعنيين في أي خطوة مستقبلية، وبالتالي لا يجوز الاعتقاد أن المسؤول الفرنسي يملك طرحا ما أو أنه يسوق لاقتراح بحل سياسي، قائلة أن هذه اللقاءات من شأنها في كل الأحوال تحريك الملف الرئاسي إنما لا بد من ترقب برنامج لودريان أو جدول أعماله وما اذا كانت هناك من خطة مسبقة ام لا.

وترى أن عودة الحديث عن التسوية التي تشكل الحل للإستحقاق الرئاسي تتزامن مع الكلام عن الحوار الذي لا يزال يحتاج إلى بلورة في ضوء الاعتراضات السابقة على قيامه والجدوى منه، وتؤكد أن لا شيء جديدا في هذا المجال ولا يزال بحاجة إلى تداول جدي، وتعتبر أن مصير الملف الرئاسي مجهول بعد جلسة الإنتخاب والعين على مسعى جديد ونوعي دون الحاجة الى المزيد من مبادرات لتقطيع الوقت فحسب.

«جولة جديدة من الغموض تكتنف الاستحقاق الرئاسي الذي تجاوزت حكايته حكاية إبريق الزيت بإقرار المتابعين والمواكبين له، إلى أن يأتي الإنفراج المطلوب»