أعلنت مصادر “القوات” لـ”الجمهورية” انّ الحوار في معرض انتخابات رئاسية يختلف عن الحوار في معرض ملفات وطنية خلافية، بمعنى انّ للانتخابات آلياتها الديموقراطية المنصوص عليها في الدستور من خلال جلسات انتخابية مفتوحة تتخلّلها حوارات بين جلسة وأخرى وليس عن طريق طاولة حوار كلاسيكية وتقليدية.
وأضافت المصادر: قدّمَت المعارضة من خلال تقاطعها مع أكثر من فريق سياسي حول ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور نموذجاً عن الحوار في معرض انتخابات رئاسية، فلم تظهر في مشهدية واحدة لا مع التيار الوطني الحر ولا مع الحزب التقدمي الاشتراكي ولا مع التغييريين ولا مع المستقلين. وبالتالي، هذا النموذج بالذات الذي قاد إلى هذا التقاطع عن طريق مفاوضات ثنائية متعددة أنتَجَ التوافق التعددي لأكثر من فريق على مرشّح رئاسي هو السبيل الأفضل للحوار الرئاسي.
وسألت المصادر كيف يمكن الذهاب إلى حوار مع فريق يتمسّك بمعادلته الشهيرة «مرشحي أو الشغور»، ومُراهناً على عامل الوقت وتراجع أخصامه حرصاً منهم على الدولة والاستقرار؟ وجزمت المصادر أن لا تَراجع هذه المرة عن الموقف الصلب برفضِ وصول مرشّح الممانعة الذي يمثِّل أقلية برلمانية أظهرتها الجلسة الأخيرة بالأرقام، ولو تجرّأ الفريق الممانع على خوض جلسة ثانية لكان انتخب أزعور رئيساً للجمهورية.
واعتبرت المصادر انّ الخروج من الاستعصاء الرئاسي يبدأ مع تراجع الفريق المُمانع عن معادلته وإقرار بميزان القوى النيابي الذي ظهر في جلسة 14 الجاري وأكّد استحالة انتخاب مرشحه الرئاسي، وما لم يقرّ بهذا الواقع لا رئيس للجمهورية ويتحمّل مسؤولية التعطيل المستمر والمتواصل.
وقالت المصادر ان التقاطع وَجّه رسالة مزدوجة في الجلسة الثانية عشرة: الأولى انّ سياسة الفَرض ستُقابَل بمزيد من الإصرار على مواجهتها، والثانية انّ إنهاء الشغور يتحقّق عن طريق التقاطع على مرشّح توافقي على غرار ما أقدَمت عليه ونجحت في جَمع معظم ألوان المجلس النيابي، وليس بفرض مرشّح اللون الواحد، واعتبرت انّ مرشحها ليس مرشّح تَحد، إنما مرشح ضمن اللائحة التوافقية وشَكّلَ تقاطعاً مع أكثر من فريق سياسي من ألوان مختلفة تمثِّل أكثر من حَيثية سياسية داخل البرلمان ويجسِّد عنوان المرحلة التي تتطلّب الخروج من الانهيار وإحياء دور المؤسسات، ومَن يريد الحوار لديه أرقام هواتف القوى السياسية، ولكن الأهم من ذلك انّ من يريد الحوار عليه ان يتراجع عن مرشحه كَون لا حوار حول مرشحه، والحوار لا يحصل بمشهديات لا تقدِّم ولا تؤخِّر، إنما بالتواصل من خلال الكواليس السياسية على غرار التقاطع الذي أنتج التوافق على أزعور.