Site icon IMLebanon

ما علاقة الجفاف بالحمّى؟

كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:

يُعدّ الجفاف والحمّى من بين الأعراض التي غالباً ما تسير جنباً إلى جنب، خصوصاً عندما يكون الشخص مريضاً. لكن كيف يؤثر كل واحد في الآخر؟

يمكن للإنسان أن يُصاب بالحمّى عند التعرّض للجفاف، غير أنّ هذا الأخير لا يسبّب دائماً ارتفاع حرارة الجسم. تحدث الحمّى في كثير من الأحيان بسبب مشكلة صحّية أو عدوى كامنة، والتي قد تعزّز خطر الإصابة بالجفاف.

يحصل الجفاف عندما يفقد الجسم الكثير من المياه والإلكتروليت، ما يؤثر في وظائف عديدة، بما فيها القدرة على الحفاظ على درجة حرارة الجسم، ومعدل ضغط الدم ودقات القلب.

شرح طبيب الأسرة دايفيد كاتلر، من كاليفورنيا، أنّ «الجسم يعتمد على توازن كافٍ من المياه لتنظيم درجة حرارته من خلال التعرّق وآليات التبريد الأخرى. وعند حدوث الجفاف، قد يكافح الجسم لتبريد نفسه بطريقة فعّالة، ما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارته. إنّ هذا الأمر صحيح تحديداً عند الرضّع والصغار الذين يصابون بشكلٍ روتيني بالحمّى عندما يتعرّضون للجفاف».

واستناداً إلى «Cleveland Clinic»، يمكن أن يؤدي الجفاف إلى الإنهاك الحراري، حيث يتعرّض الجسم لسخونة مفرطة ويعجز عن تبريد نفسه بفعالية بسبب الطقس الحار أو أثناء ممارسة الرياضة. في مثل هذه الحال، يُصاب الشخص أيضاً بحمّى تصل إلى 38 درجة مئوية أو أعلى.

تجدر الإشارة إلى أنّ الحمّى ليست وحدها العلامة المحتملة للجفاف. بحسب «National Library of Medicine»، قد تشمل الأعراض الأخرى العطش الشديد، وجفاف الفم، والتبوّل والتعرّق بوتيرة أقل من العادي، ولون البول الداكن، وجفاف الجلد، والشعور بالتعب، والدوخة. ومع اشتداد حدّة الجفاف، ستزداد أعراض الشخص سوءاً وقد تهدّد الحياة. إنّها تشمل الارتباك، والإغماء، وقلّة التبوّل، وتسارع دقات القلب، والتنفس بسرعة. وبالنسبة إلى الرضّع والصغار، يمكن رصد إصابتهم بالجفاف إذا تعرّضوا لأعراض مثل جفاف الفم أو اللسان، والبكاء بلا دموع، وعدم تبليل الحفاضات لـ3 ساعات أو أكثر، والحمّى، والنعاس غير المعتاد، وسُرعة الانفعال، والعيون التي تبدو غارقة.

والآن، هل يمكن للحمّى التسبّب بالجفاف؟ أوضح د. كاتلر، أنّ «الحمّى لا تؤدي تلقائياً إلى الإصابة بالجفاف. لكن إذا كانت درجة حرارة الجسم أعلى من المعدل الطبيعي، قد يكون الجفاف أحد الآثار الجانبية المُحتملة. إنّ الحمّى تدفع الجسم إلى التعرّق أكثر، الأمر الذي يزيد من كمية السوائل المفقودة. كما أنّ الشخص في الوقت ذاته لا يشعر برغبة في الأكل أو الشرب، ما يُصعّب القدرة على تعويض السوائل التي تتمّ خسارتها والحفاظ على توازن مستوياتها. ناهيك عن أنّ الحمّى تحفّز التنفس السريع وتزيد قليلاً من عملية الأيض، ما يؤدي بدوره إلى فقدان السوائل».

عند علاج الجفاف المصحوب بالحمّى، من المهمّ معالجة السبب الكامن وراء الحمّى واختلال توازن السوائل. وأوصى د. كاتلر بـ»شرب المزيد من السوائل كالمياه، ومحاليل معالجة الجفاف عن طريق الفم، والمشروبات الرياضية المخففة، والمرقة. وفي المقابل يجب الحذر من المشروبات السكّرية أو الغنيّة بالكافيين، بما أنّها تفاقم الجفاف. بالإضافة إلى وضع كمّادة باردة، والاستعانة بالأدوية الخافضة للحمّى».
وبعيداً من الحمّى، لفت د. كاتلر إلى أنّ «الجفاف قد يحدث أحياناً ببساطة نتيجة عدم شرب جرعة كافية من المياه، خصوصاً عندما يكون الشخص نشطاً أو يقضي وقتاً طويلاً خارج المنزل في يوم حار ورطب. ولكن في كثير من الأحيان، يعني الجفاف الذي يصاحب الحمّى أنّ الشخص يشكو من مرض أو عدوى كامنة مثل الانفلونزا، والتهاب المعدة والأمعاء، والتهاب المسالك البولية، والالتهاب الرئوي».