كتبت نجوى ابي حيدر “المركزية”:
إن لم يطرأ ما يعدّل او يبدّل في الاستعدادات الفرنسية لخوض مغامرة لبنانية جديدة تتيح انقاذ رئاسة الجمهورية من براثن ما يخطط لها البعض، يفترض ان يطير الى بيروت بعد غد الاربعاء المبعوث الرئاسي وزير الخارجية الاسبق جان ايف لودريان للشروع في مهمة جديدة، يعوّل عليها اللبنانيون كما الدول المهتمة بلبنان لبناء حد ادنى من توافق داخلي يتيح بنتيجته فك اسر الرئاسة في مرحلة لاحقة، وتحديدا اثر رفع تقرير سيعده الضيف الفرنسي للاليزيه ويناقَش في اجتماع خماسية باريس، المتوقع ان تنعقد في الدوحة مطلع الشهر المقبل، بحسب التقديرات.
جمعَ الاليزيه طاقاته ووحّد خلاياه تحت عباءة الدبلوماسي العريق المتمرس في السياسة الشرق اوسطية، المُدرك خبايا سياسة لبنان وقطبها المخفية و”خزعبلات” قادته، واطلق يدي لودريان في بيروت لسبر غور الاستحقاق، بعدما استعرضه تفصيليا الرئيس ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان نهاية الاسبوع وحددا قواعد اللعبة وهوامشها المتاحة. بحسب معلومات “المركزية” المستقاة من دوائر القرار الفرنسي، سيزور لودريان فور وصوله رئيسي مجلس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، على ان يجتمع الى رؤساء الاحزاب في قصر الصنوبر، بعدما عدل عن فكرة تم تداولها تقضي بجمع هؤلاء جميعا في السفارة الفرنسية، على غرار ما فعل ماكرون ابان زيارته لبيروت.
تسعى فرنسا بمعية السعودية وسائر دول الخماسية ومن ضمنها الولايات المتحدة الاميركية، الى ممارسة مزيد من الضغط على القادة اللبنانيين لحثهم على التراجع خطوة الى الوراء، بعدما اثبتت الجلسة الثانية عشرة لانتخاب رئيس ان احدا من الفريقين المعارضة المتقاطعة مع التيار الوطني الحر والتغييريين، والثنائي الشيعي ومن يدور في فلكه من كتل ونواب لا يستطيع ايصال مرشحه، جهاد ازعور وسليمان فرنجية، ما يحتم عليهما التسليم بوجوب الانتقال الى تسوية توصل رئيس “اللا غالب ولا مغلوب” الى بعبدا ، رئيس شاب يلتزم تنفيذ الاصلاحات ، قادر على فتح اللعبة السياسية على جميع الاطياف، يتعاون مع سائر اركان الحكم والمؤسسات الدستورية لتنفيذها، ويتم تشكيل حكومة من الطاقات الشبابية، كل ذلك من دون قبض اثمان، لأن الثمن الوحيد سيدفعونه من زعاماتهم ورصيدهم، ان استمروا في تعنتهم.
لا يحمل لودريان مبادرة محددة المعالم ولا مشروع حل. هو سيستمع الى المسؤولين السياسيين ويطرح افكارا واقتراحات لجمع الاراء حولها وجوجلتها وغربلة الممكن والمتاح منها لمناقشته مع سائر الاطراف المحلية والاقليمية ، وفي ختام مهمته المرتقب ان تمتد لايام، اي حتى نهاية الاسبوع، يقفل عائدا الى بلاده ويقدّم لرئيس جمهوريته تقريرا بالحصيلة.
في الاثناء، ستبذل المملكة العربية السعودية جهدا في الاتجاه الايراني، للايعاز لمن يلزم في الداخل اللبناني بتسهيل الحل من ضمن صفقة متكاملة، دون ان تتدخل بالمباشر، على ان تعّد على الاثر “الخماسية” السيناريو الانقاذي بجهد فرنسي خاص وتسوّقه بمعية قطر بإيفاد مبعوث الى بيروت وتعرض الحلقة الاخيرة من مسلسل جلسات انتخاب رئيس جمهورية لبنان بأداء “ممثلين” في الداخل…